وفي التفاصيل، أوضح المسؤولون في مؤتمر صحافي افتراضي الاثنين، أن أسباب ظهور سلسلة جديدة من الإصابات في بكين غير واضحة بعد، واصفين الادعاء بأن واردات من السلمون أو تعبئته قد تكون السبب مجرد "افتراض" لا يحظى بالأولوية بين عدد من الافتراضات الأخرى.
وقال رئيس برنامج الطوارئ في المنظمة العالمية، مايك رايان، إن المنظمة تتابع عن كثب هذا التفشي المقلق، وأنها على اتصال وثيق بالسلطات الصحية الصينية.
كما ألمح إلى "احتمال" أن تكون الأغلفة أو السطوح نقلت العدوى، في تناغم غير مباشر مع تعليقات سابقة لخبراء قالوا إن أسماك السلمون نفسها من غير المرجح أن تحمل المرض، وإن أي انتقال للعدوى له صلة بالسلمون قد يكون نتيجة تلوث ما لسطح معين.
أتى ذلك، بعد أن سجلت بكين ارتفاعا مفاجئا في عدد الإصابات ارتبطت بأكبر سوق لبيع المواد الغذائية بالجملة في آسيا.
وذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم اكتشاف الفيروس في أدوات تقطيع السلمون المستورد في سوق شينفادي بالعاصمة الصينية وسط مخاوف من حدوث موجة ثانية للفيروس المستجد، بعد أن كادت البلاد تعلن انتصارها على الوباء الذي طال أكثر من 8 ملايين إنسان حول العالم.
"الوضع خطير في بكين"
إلى ذلك، وأوقفت الصين، وهي مستورد رئيسي للمأكولات البحرية واللحوم، مؤخرا عمليات الشراء من موردي سمك السلمون الأوروبيين بسبب مخاوف من ارتباطه بالفيروس.
يذكر أن ناطقا باسم رئيس بلدية بكين حذر الثلاثاء من أن الوضع الوبائي في العاصمة "خطير جدا" فيما أصيب أكثر من مئة شخص منذ الأسبوع الماضي إثر تجدد مفاجئ للوباء. وقال تشو هيجيان أمام الصحافيين إن بكين تخوض "سباقا مع الزمن" في مواجهة الفيروس. وأضاف أن العاصمة "يجب ألا تؤخر الإجراءات الأكثر حزما وتشددا".
ورفعت المدينة التي تعد 21 مليون نسمة عدد الفحوصات التي تجريها للكشف عن الفيروس إلى أكثر من 90 ألف شخص يوميا.
وفيما يثير تجدد الوباء مخاوف من "موجة ثانية" أعلنت الصحة العالمية أمس الاثنين أنها تتابع "عن كثب" الوضع في بكين متحدثة عن احتمال إرسال خبراء إضافيين في الأيام المقبلة.
سوق تشينفادي
وأعلنت بكين صباح اليوم تسجيل 27 إصابة جديدة في الساعات الـ24 الماضية ليرتفع بذلك إجمالي الحالات المسجلة منذ خمسة أيام الى 106.
وانتشار هذه الحالات بدأ في سوق تشينفادي للمواد الغذائية بالجملة، أحد أكبر الأسواق في آسيا، حيث رصد الفيروس الأسبوع الماضي.
ومنذ ذلك الحين أغلقت أربعة أسواق أخرى في العاصمة بشكل كامل أو جزئي ووضعت حوالي 30 منطقة سكنية مجاورة لها قيد حجر صحي. وبات بإمكان طلاب المدارس الابتدائية والثانوية استئناف الدروس الآن من المنازل.
وفي بقية أنحاء البلاد، أعلنت مدن صينية عن وضع الوافدين من العاصمة قيد الحجر الصحي.
يأتي تجدد الإصابات فيما تمكنت البلاد التي ظهر فيها وباء كوفيد-19 للمرة الأولى في نهاية السنة الماضية، من القضاء على المرض عمليا في الأشهر الماضية.
وبحسب الأرقام الرسمية فقد أحصت الصين 83 ألفا و221 إصابة بينها 4634 وفاة. ولم يتم الإعلان عن أي وفاة منذ شهر.