لقد اصبح قرار الغاء موسم الحج هذا العام مطروحا بشدة على اجندة السلطات السعورية بسبب ملايين الاصابات بفيروس كورونا حول العالم وتسجيل قفزات متسارعة في الاصابات داخل المملكة وقد رجحت صحيفة فاينسال تايمز نقلا عن مسوول في وزارة الحج والعمرة احتمال الالغاء بالرغم مما يترتب على ذلك من خسائر ما لية .
لقد عكف المسؤولون في السعودية منذ الغاء تاشيرات العمرة هذا العام على الادلاء بتصريحات حذرة جدا حيال الابقاء على موسم الحج هذا العام عبر التركيز غلى ان الاولوية بالنسبة للرياض تتمثل بالحفاظ على صحة المواطنين والحجاج الذين يشكل كبار السن سوادهم الاعظم وهم فريسة سهلة للامراض والاوبئة.
ان قرار الالغاء اكثر من صعب بالنسبة للمملكة في هذا التوقيت بالذات بعد الهبوط الكارثي لاسعار النفط وهي التي وضعت ميزانيتها على اساس تسعين دولارا كسعر لبرميل النفط ،ناهيك عن العجز الذي سجلته العام الماضي والمقدر باكثر من خمسة واربعين مليار دولار .يعني الغاء موسم الحج هذا العام حرمان السعودية من اكثر من تسعة مليارات دولا قياسا على اداء العام الماضي ،حيث استقبلت السعودية مليونين ونصف مليون حاج علما بان ولي العهد قد قدم ضمن مقاربته الاقتصادية فقرة تنص على استضافة السعودية لثلاثين مليون حاج ومعتمر سنويا بحلول العام ٢٠٣٠ لتحقيق ايرادات تصل الى اكثر من خمسين مليار دولا سنويا .
وحسب التقديرات الرسمية تتراوح متوسط كلفة الحج بالنسبة للقادم من الخارج بين اربعة الاف وخمسمة الاف دولار ،تحصل الدولة منها على اكثر من خمسمائة وثلاثين دولارا من اصدار كل تاشيرة فيما يذهب حوالى الفين وخمسمائة دولار على السكن والطعام والهدايا ويصيب الدولة من هذا المبلغ قسطا من الارباح التي تجنيها عبر ضرائب رفعت معدلاتها في الفترة الاخيرة
كما يوفر نوسم الحج اكثر من مئتي فرصة عمل موسمية تطال جميع القطاعات اضافة الى تشغيل خطوط طيران المملكة .
يبقى ان الغاء موسم الحج في حال حدوثه ليس سابقة وان كان الاول من نوعه في العصر الحديث حيث لجات السعودية الى هذا الاجراء عام ١٨١٤ بسبب تفشي وباء الطاعون حينها .