وبعد التي واللُّتيا أتى الأمر مرة ثانية بالنزول إلى الشارع، نزل الموالون لسيد الفساد هذه المرة ليس بسبب زيادة التعرفة على الواتساب، ولا بسبب سرقة الأموال التي تقدر بمئات المليارات من الدولارات، ولا بسبب حماية السلاح المقدس لفاسد يلبس عباءة القداسة.
فبعد تشكيل حكومة جديدة في العراق وإيقاف مزاريب الهدر والسرقة لمال الشعب العراقي الذي اُرغم على تمويل حروب الفرس على الأرض العربية بسرقة الأموال العراقية لسنوات عديدة، انتفض جياع الأحزاب هذه المرة بعد قراءة دعاء كميل وزيارة سيد الشهداء حيث يمموا وجوههم شطر مصرف لبنان بكافة فروعه والأسواق التجارية لإحراقها، فظنوا أن للقدس باباً إسمه باب المصرف وأن ذلك الباب لا يفتح إلاّ على هتاف ( يسقط حكم المصرف) الذي حل مكان هتاف (شيعة شيعة شيعة).
لقد أنكر من أعطى الأمر لأنصاره بالنزول إلى الشارع حقيقة تكليفه الشرعي لهم، لم يصارحهم أن خلف باب المصرف هناك موظف اسمه رياض سلامة يسعى الحزب لابتزازه بضخ الدولار في السوق المالية وإلاّ فالويل والثبور وعظائم الأمور بانتظاره.
لقد فعلها حزب البصيرة مجدداً ليس لتحصيل المنهوب من المال العام والخاص، إنما للضغط على حاكم المصرف لضخ الدولار في السوق لإفراغ الخزينة من المبالغ المتبقية البالغة ١٦مليار دولار لتأمين رواتب المجاهدين التائهين في الصحراء بحثاً عن طريق القدس، ولتأمين خدمات مالية للجارة سوريا بشراء الدولار وإرساله للحليف الطاغية الذي قتل شعبه بالبراميل المتفجرة، بالإضافة إلى تشويه الصورة الناصعة لحراك الأحرار الذين حافظوا على حضورهم المشرف في ساحات الإعتصام والتظاهر بالرغم من كل الضغوط التي تعرضوا لها.
لم ينتفض المساكين انتصاراً لشرفهم المأبون إنما تلبية للسيد المفتون الذي يبدو أنه بدأ يتلاعب بعداد أيام حزبه من خلال تسريع انهيار ما تبقى من الهيكل خدمة للعدو الصهيوني الغاشم.
لم يستحِ دجال المقاwمة الذي اختطف مجد شهدائها بدعمه اللا متناهي لأعقد منظومة فساد في لبنان، إلى أن وصل به الحال إلى الدخول في نادي الفاسدين الذين تُشتَمُ أمهاتهم مع شروق كل شمس وغروبها.