من يراقب أقوال وأفعال وتحركات أقطاب الرابع عشر من أذار السابقين يلاحظ أمرا واحدا جامعا وهو مقاربتهم للسياسة الأمريكية الخارجية تجاه لبنان وحزب الله، ولعل هذا الموضوع هو الوحيد الذي يتفقون ويجتمعون عليه ، فحال لسانهم واحد : "لا نريد المواجهة ، فلتفصل الولايات المتحدة بيننا وبين حزب الله.
وفيما يتعلق بالعقوبات، لا قدرة لنا على المواجهة، ولا ثقة لنا بذهاب الولايات المتحدة الى النهاية وتجربتنا من سنة ٢٠٠٥ الى سنة ٢٠١٢ كانت مريرة وتركونا وحدنا.
ما نكتبه اليوم هو ببساطة تفسير لماذا لن تتوقف السياسة الخارجية الأمريكية تجاه لبنان ولماذا لن تتغير المعادلة التي وضعتها الإدارة الأمريكية ألا وهي "السلاح أو الإقتصاد" .
علينا أن نعلم أولا أن المحرك الأساسي و (دون مواربة) لهذه السياسة ليس من أجل تحرير الشعب اللبناني لا كرمى لعيون فريق ١٤ أذار سابقا ولا بسبب طيبة قلب دونالد ترامب ، إنما المحرك الأساسي لهذه السياسة قسمان قسم يتعلق بأمن أسرائيل وقسم آخر يتعلق بمصلحة الخليج ، عندما نجمع هذه الأقسام يتبين لنا مصلحة الولايات المتحدة العليا.
اذا وبما أن الطلب لإنهاء النفوذ الإيراني في المنطقة أتى من الحليفين وبما أن الثمن الذي دفع من قبلهما لتنفيذ هذا الطلب قد دفع ، فلا خيار أمام دونالد ترامب إلا بالتنفيذ.
يسأل البعض ماذا كان الثمن ، الجواب قمة الرياض ٢٠١٧ وما نتج عنها في السر والعلن وكيفية تصويت الإنجيليين البيض في الإنتخابات الرئاسية المقبلة.
بناء على ما تقدم ، السياسة الأمريكية لن تتغير و دلبنان تفصيل صغير في المعادلة ويتم التعامل معه ومع شعبه على أنه "أضرار جانبية" ،
لذا أتوجه الى الرئيس سعد الحريري ووليد بك جنبلاط والدكتور سمير جعجع وأستثني الشيخ سامي الجميل (لأنه صاحب مبدأ ولم يتغير وبقي ثابتا على مواقفه) وأقول : " أن عدم استجابتكم لمطلب الولايات المتحدة بتحريك قواعدكم الشعبية للمطالبة بحصر السلاح في يد الدولة اللبنانية وتنفيذ القرار ١٥٥٩ لا يكسبكم ودّ حزب الله بسبب وجود جبران باسيل ويزيد من معانات الناس وغضبهم وبالتالي سيؤدي في نهاية المطاف إلى إنهاء زعاماتكم ، كما تعلمون أن المجتمع الدولي لا يهتم بالأشخاص بل يهتم في السياسات.