من المفيد العودة الى القديم وخاصة في موضوعات الفن والطرب الأصيل والغناء الشعبي العربي الذي لعب دوراً مهماً في محاكاة الشعوب المتشابهة في الأحلام والكوابيس فبعد مضيّ سنين على أغنية المطرب موفق بهجت بابوري رايح رايح بابوري جاي بابوري امحمل سكر وشاي يأتي نابغة لبنان ليحي الأغنية بإرجاع البابور ولنقل الشاي والسكر بعد أن أصبح الشاي والسكر من مشاريب الأغنياء .
بعد أن فقد الفقراء على أيادي جهابذته السياسيين مشروب فقرهم وبعد أن تعذر عليهم شراءه نتيجة الأزمة الإقتصادية التي سببها الفاسدون من أهل السياسة والحكم هل يصلح كي يكون مطرباً بعد أن فشل في السياسة ؟ أم انه سيفسد الغناء كما أفسد في السياسة وهل يرضى أهل الغناء به ؟ بعد أن أصبح الغناء مثل السياسة رخيصاً الى هذا الحد وبعد أن وصل الى الدرك الأسفل أو أقل منه بدرجات .
غداً سيعبر بابوره من بيروت الى دمشق فالأردن ولكن ماذا سيحمل للسوريين وللأردنيين من بيروت ؟ أنا لا أعلم ماذا يوجود في بيروت غير السياسيين وهم ليسوا للبيع نحن لن نتخلى عنهم ولن نرضى بغيرهم حتى لو اعطانا العالم كل نخبه فنحن لن نتخلى عن واحد منهم لقد تعودنا عليهم وتعودوا علينا بيننا وبينهم مودة ورحمة وسكن مزاوجة ونحن نقدس الأشخاص والرموز والقيادات وأرباب القوم ونقدم بين أرجلهم فرائض الطاعات لذا لا مجال لتصدير البضاعة السياسية وهي بضاعتنا الوحيدة ورغم أنها مزجاة الا أنها ثروتنا الوطنية وباب افتخارنا القومي المفتوح على خزائن الأرض والسماوات ليثري كنوزها.
بابور الوزير والنائب والرئيس والزعيم والقائد الفذ معمر القذافي والخالد صدام حسين ماذا سيحمل من سلال سورية واردنية للبنان؟
اقرا ايضا : وألفيا سيدهما على الباب
على علمنا أن هاتين الدولتين وأصبح لبنان مثلهما من أفقر البلاد العربية وهم يعانون من أزمات تحتاج الى مئات السنيين للخروج منها مما يعني أن بابوري رايح بابوري جاي ماراح ايحمل لا سكر ولا شاي ولكنه مشروع جيد للشبكة المنتفعة كما هي حال المشاريع التي يستفيد منها الجميع الا الشعب لا يستفيد منها وان استفاد منها فهي لمدة محدودة ومن ثم تتآكل وتهترىء لسوء التنفيذ وفساد المواد .
لا أحد ينصح أحد في هذه الأيام ويطلب من السياسيين التزام الحجر الكلامي من المعيب عدم توفر جريء واحد في أي حزب من أحزابنا المتراكمة ينصح زعيمه وقائده التاريخي بعدم الكلام لأن كثرة الكلام من قلة الحياء كما جاء في الأحاديث الشريفة ويوقف هذه الثرثرة النسائية والذكورية والتي تأخذ في كثير من الأساليب شكل الخطابة للتربية والتعليم و التفقه في أحوال البلاد والعباد باعتبار الثرثارين وحدهم من يفقهوا وفد نصبوا أنفسهم على الناس دعاة لسوقهم الى سوق النخاسة .
بتقديري ثمة عائب غائب عن بال السياسيين لذا تراهم يهيمون في كل حقل بمعرفة أو دون معرفة لأن المهم هو إطلاق الصيحات والصرخات والهتافات الرنانة وأخذ الصور كي يراه العميان من أهل الطوائف .