على من يضحكون قادة حزب الله، وفي مقدمهم السيد حسن نصرالله الأمين العام، عندما يُعلنون على الملأ أنّ وقف تهريب المواد الإستراتيجية المدعومة إلى سوريا من مازوت وطحين وخلافه، هو أمرٌ مُعقّدٌ وصعبٌ ولعلّه مُستحيل، ما لم يتُمّ التنسيق في ذلك مع أركان النظام السوري القائم، على من يضحكون وما هي أهداف هذه "التّعمية" المقصودة؟ والمواطن الذي تُسرق لقمةُ عيشه جهاراً نهاراً بات يتساءل مُتعجّباً مُندهشاً: أليس رئيس الجمهورية في أحضانكم، ورئيس مجلس النواب في عبّكم، ورئيس الحكومة صنيعتكم، والأجهزة الأمنية لا تأتمر إلاّ بأوامركم، ولا تتحرك إلاّ بإشارةٍ منكم وتوجيهاتٍ صريحة من عندكم؟
فلماذا لا تُبادرون للتّنسيق مع القيادة السورية لوقف جرائم تهريب المازوت والطحين؟ ومرةً واحدة لماذا لا تعملون على إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم؟ بعد أن خفتت "معزوفة" استنزاف الاقتصاد التي يُلحقها هؤلاء النازحين بالإقتصاد اللبناني، والتي طالما تاجر بها صهر الرئيس عون الوزير جبران باسيل.
اقرا ايضا : خطاب السيد نصرالله..وعند جُهينة الخبرُ اليقينُ
يا سادة ياكِرام: ممّن تخافون هذه الأيام لو رفعتم درجة التنسيق مع النظام السوري إلى ذروته: من قائد القوات اللبنانية سمير جعجع الموجود خارج الحكم، أم من رئيس حزب الكتائب الموجود خارج الحكم، أم من قائد المردة سليمان فرنجية الموالي للنظام السوري؟ أم من بطريرك الموارنة الذي يكتفي هذه الأيام بتوزيع بعض الإعانات الغذائية على الرّعية، ولا تفوته مناسبة إلاّ ويُبارك للعهد "القوي" مسيرته، ويدعو الله لتسديد خُطاه، أم من مفتي المسلمين الذي لم ينبُس ببنت شفة، عندما تمّ تجاوز إرادة الطائفة السّنية، وتنصيب رئيس حكومة ليس إلاّ صنيعةً مغمورة، أم من رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الذي حيّا ذات يومٍ أمام الإعلام الشيخ محمد ميشال عون، وقال بأنّ الوزير جبران باسيل هو خير من يُمثّل المسلمين، وسعد الحريري خير من يُمثّل المسيحيين.
الواقع أنّكم لا ترغبون بوقف التّهريب لمائة سببٍ وسبَب، كما لم تكونوا مع عودة النازحين السوريين إلى بلادهم لمائة سببٍ وسببٍ أيضاً، ولعلّ السبب الأبرز والأوحد: هو رعاية المصالح الإقليمية الإيرانية.
أيام السلطنة العثمانية، طلب السلطان من والي مدينة اسطنبول أن يُطلق مائة طلقة مدفع وطلقة، احتفاءً بزيارته المقبلة للمدينة، فاعتذر الوالي عن ذلك، فسأله السلطان عن السّبب، فأجاب الوالي: يتعذّر ذلك لمائة سبب وسبب، فقال السلطان: عدّدها، فقال الوالي: السبب الأول هو عدم توفر مادة البارود، فقال السلطان: كفى.