أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال “غادي إيزنكوت” أن قادة في حزب الله هم من قتلوا القيادي في الحزب “مصطفى بدر الدين”، مشيرا إلى أن المعلومات المؤكدة عن ظروف مقتله تثبت أنه قتل بيد قادته.
وأضاف إيزنكوت في تصريح نشره الجيش الإسرائيلي أن ما أذيع في الأسابيع الأخيرة حول ملابسات مقتل بدر الدين ينسجم مع المعلومات التي تمتلكها إسرائيل بهذا الخصوص، ويثبت “عمق الأزمة التي تواجه حزب الله وحجم وحشيته”.
وكان حزب الله قد أعلن مقتل أرفع مسؤول عسكري له في سوريا “مصطفى بدر الدين” في 13 أيار/مايو 2016 إثر تعرض مكان إقامته قرب مطار دمشق الدولي للقصف، واتهم حزب الله يومها “الجماعات التكفيرية” بقتل بدر الدين، وقال إن الانفجار الذي أدى إلى مقتله ناجم عن قصف مدفعي، وإنه سيواصل قتال “العصابات الإجرامية وإلحاق الهزيمة بها”.
فيما أكد خبراء عسكريون أن بيان الحزب المقتضب بشأن مقتل بدر الدين زاد التساؤلات عن ملابسات مقتله وحيدا بقصف مدفعي لموقع للحزب قرب مطار دمشق، خاصة أن الحزب لم يعلن سقوط قتلى آخرين في العملية.
وأضاف الخبراء أن أقرب موقع لفصائل المعارضة يبعد 15 كيلومترا عن مطار دمشق الدولي وتحديدا في دير العصافير، كما أن أقرب موقع لمقاتلي تنظيم داعش هو تل دكوة الذي يبعد حوالي عشرين كيلومترا عن المطار، ومن المستبعد أن يكون لدى الاثنين سلاح نوعي يمكن أن يصيب بدر الدين إصابة دقيقة ومباشرة.
وقال الخبراء إن قتل هدف منفرد من هذه المسافات البعيدة لا يمكن عادة أن يتم إلا عبر صواريخ موجهة وأسلحة نوعية لا تملكها الفصائل السورية ولا تنظيم داعش، مرجحين فرضية وجود خرق أمني. في حين نفى المرصد السوري لحقوق الإنسان إطلاق أي قذيفة صاروخية على مطار دمشق الدولي من طرف المعارضة واعتبر المرصد أن رواية الحزب عارية عن الصحة.
وكانت وسائل إعلام عربية قد أكدت قبل أسابيع أن بدر الدين تعرض لعملية اغتيال بناء على أوامر من حسن نصر الله زعيم الحزب شخصيا. وأضافت أن “حسن نصر الله” خضع للضغوط التي مارسها عليه “قاسم سليماني” قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والذي يقود عمليات عسكرية في سوريا والعراق.
وأكدت الاستخبارات الإسرائيلية أن بدر الدين كان على خلاف كبير مع قاسم سليماني بخصوص تداخل العمليات بين الطرفين داخل الأراضي السورية. وكان بدر الدين يقود المعارك التي يخوضها حزب الله في سوريا بالكامل منذ عام 2011 ويشارك فيها الآلاف من مقاتليه.
ويعتبر بدر الدين من أبرز أربعة أشخاص اتهمتهم المحكمة الجنائية الدولية الخاصة في لبنان عام 2011 بأن لهم صلة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، ووصفته المحكمة بأنه “مدبر العملية”.
ومصطفى بدر الدين أمين، يُعرف أيضًا بإلياس فؤاد صعب وسامي عيسى، من مواليد 6 نيسان/أبريل 1961 في بلدة غبيري، وهو الرجل الثاني في حزب الله، وخليفة القائد العسكري للحزب عماد مغنية وصهره الذي اغتيل عام 2008 في حادث غامض بدمشق، فيما ذكرت تقارير استخباراتية أنه جرى انتخاب طلال حمية خليفة له بعد ورود اسم بدر الدين في لائحة المتهمين بإغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الشهيد رفيق الحريري.
وكان بدر الدين قد اعتقل في الكويت عام 1983 بتهمة تفجير السفارة الأمريكية في الكويت واغتيال سياسيين لبنانيين آخرين، وبرز اسمه كأحد المتهمين المحتملين من قبل المحكمة الخاصة للأمم المتحدة بلبنان في تقريرها المؤرخ في حزيران/يونيو 2011 أن بدر الدين وثلاثة أشخاص غيره كانوا وراء اغتيال الحريري. وكانت أسماء أربعة من المشتبه بهم المتهمين قد أعلن عنها رسميا في 29 تموز/يوليو 2011.
كما اتهمته المحكمة على وجه الخصوص بالتخطيط والإشراف على الاغتيال حيث استندت الاتهامات له ولأفراد حزب الله الثلاثة الآخرين على أدلة تتعلق بالهاتف المحمول، ولكن حسن نصر الله هدد المحكمة عند إعلانها رافضا التعامل معها. ومنذ ذلك الحين اختفى بدر الدين والآخرون ليظهروا في سوريا.