لم تُجانب زوجة رئيس الحكومة الصواب عندما دعت صبايا وسيدات لبنان كي يُشمّرن عن ساعد الجدّ والحزم، ويعملن كخادماتٍ في المنازل، بدل العاملات الأجنبيّات اللاتي أصبحت أجورهُنّ لا تُطاق بعد انهيار سعر الليرة اللبنانية، صحيح أنّها أقحمت نفسها فيما لا يعنيها، وهذه من سِمات الحمقى، إلاّ أنّ اللبنانيين سيعذرونها في مقتبل الأيام، فالفقرُ يزحف ويتلوّى كثُعبانٍ على رملٍ ساخن، وبفضل جهود زوجها الدكتور حسان دياب، الأستاذ المحاضر في الجامعة الأمريكية، والذي ترك رسالته المُقدّسة، وأوغل في مهاوي السياسة وقاذوراتها.
سيضطر اللبنانيون بعد أداء حكومته المُتعثّر، وفي مقدمهم النساء، إلى امتهان كلّ مهنة تُعرض عليهن، سواء كانت شريفة أو وضيعة، ولعلّنا لو استمرّ هذا العهد العوني "القوي"، في استنزاف خيرات اللبنانيين وأرزاقهم، نتهيّأ للدخول في قائمة البلدان التي تبعث بناتها وفلذات أكبادها للعمل في الدول "الميسورة" طلباً للعملة الصّعبة، هذا في حين يستمر أقطاب الطبقة السياسية التي أفقرت البلد ورهنتهُ للدّائنين في فسادهم وطغيانهم واستهتارهم بأبسط مبادئ سيادة الأوطان واستقلالها.
اقرا ايضا : خطاب السيد نصرالله..وعند جُهينة الخبرُ اليقينُ
هذه الطبقة السياسية الفاسدة هي التي جاءت برئيس الحكومة الذي لا يُتقن سوى تضييع الوقت وهدر الفُرص، قبل أن تقتحم زوجته الميدان المالي والاقتصادي وتخبط خبط عشواء.
كتب أحد وُلاة خراسان إلى خليفته: أنّ خراج خراسان وسجستان لو كان في مطبخه لم يكفِهِ. أمّا عندنا، يا حرم رئيس الحكومة المُوقّرة، لم يترك حُكّامنا الذين اختاروا زوجك رئيساً عليهم شيئاً يُؤكل لا في المطبخ ولا في السوق، ولا في البرّ والبحر.