لفتت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في مقال حول مدى استفادة ​الصين​ من وباء "​كوفيد 19​" الّذي بدأ من أراضيها، إلى أنّ "فيروس "كورونا" أتاح للصين فرصة تاريخيّة، فهل ستستغلّها؟"، مشيرةً إلى أنّه "عندما بزغ عقد جديد قبل بضعة أشهر، توقّع كثيرون أن يكون الموضوع المهيمن هو ظهور الصين المستمر ودورها في عالم يتغيّر بسرعة، وأنّ قليلين يشتبهون في أنّ التنافس والعداء بين الصين والغرب سيُحدّد إطارهما وباء عالمي، وكذلك التحديات -والفرص- الّتي يوفّرها هذا الوباء للبلدان حول العالم".


وركّزت على أنّ "الصين كانت منشأ الوباء، وها هي الحياة تعود إلى طبيعتها فيها، وإن كانت بطيئة"، موضحةً أنّ "التصنيع والإنتاج في ارتفاع، مع فتح ​المصانع​ وبدء العودة إلى مستويات مماثلة للنصف الثاني من العام الماضي". وذكرت أنّ "البيانات الصادرة عن ​سلطات الجمارك​ الأسبوع الماضي، تظهر أنّه مع الانخفاض الكبير في الواردات، ارتفعت الصادرات الصينيّة على أساس سنوي لشهر نيسان، ويرجع ذلك إلى حدّ كبير إلى الشحنات الضخمة من منتجات الرعاية الصحيّة".

وبيّنت الصحيفة أنّه "ليس من المستغرب أن تكون الصين أقلّ حرصًا على التحدّث عن الخطأ الّذي حدث من حرصها على الكلام عن الأشياء الصائبة الّتي تفعلها، وهي أقنعة الوجه والأثواب اللّازمة للجراحة وأجهزة التنفّس الّتي تُوزّع في أنحاء العالم، وهي أمور يتمّ تذكيرنا بها باستمرار". وأفادت بأنّه "نُقل عن مسؤول بوزارة الصناعة الصينية قوله في نيسان، إنّ الصين وحدها لا تستطيع إمداد الكوكب كلّه المنكوب بالوباء بأجهزة التنفس. إنّها تريد أن تلعب دور المنقذ، وليس الشرير".

وأكّدت أنّ "معدلات الإصابة المرتفعة عبر العديد من البلدان المتقدّمة والديمقراطية، ساعدت في تحويل مسار القصّة بعيدًا عن الصين، إلى مسار يتحدّث عن سبب أداء الديمقراطيّات السيء للغاية في التعامل مع الوباء"، لافتةً إلى أنّها "رسالة تجد أرضًا خصبة للانتشار في أجزاء كثيرة من العالم. على سبيل المثال، قالت قناة "العربية" المملوكة للسعودية إنّ "الصين هي الدولة الوحيدة الّتي حقّقت أداءً جيّدًا في التعامل مع هذه الأزمة".