أشهر مثل عربي حفظته العرب: وعند جهينة الخبر اليقين، وعند السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله الخبر اليقين فيما يتعلق بتهريب المواد الإستراتيجية المدعومة إلى سوريا، فبدل إضاعة الوقت الذي هو كالسّيف، إن لم تقطعهُ قطعَك، وبدل إضاعة الجهود دون طائل، وبدل أن يجتمع مجلس الدفاع الوطني الأعلى، الذي يضُمُّ بالإضافة إلى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء المعنيون ( وهم غير معنيّين أصلاً ً)، وثُلّة من المسؤولين والقادة الأمنيّين، يتقدّمهم قائد الجيش ومُعاونوه، ورؤساء الوحدات الأمنية والاستخباراتية ومُعاونيهم، قائمة طويلة يتعب الناطق الرسمي باسم المجلس في تعدادها، نقول بدل أن يجتمع هؤلاء لساعاتٍ طويلة وهم "مُكمّمون" ضد الكورونا من جهة، و"مُكمّمون" ضدّ اتخاذ أي قرار سيادي من جهة أخرى، فليُسأل صاحب الأمر عن قضية إقفال المعابر غير الشرعية، وتهريب المواد الإستراتيجية المدعومة إلى سوريا، وكفى الله المؤمنين شرّ القتال.
اقرا ايضا : السلام على إسم المارونية السياسية والحريرية السياسية
فقد اضطّرّ بالأمس السيد نصرالله أن يُفتي في قضية التّهريب غير الشرعي، دون سؤاله عن ذلك، مع العلم أنّ من أصول إصدار الفتاوى أن تكون أجوبة على أسئلة، المهم أنّ سماحته نقل لنا بالأمس معلومة هامة، وهي استحالة ضبط الحدود السورية اللبنانية الطويلة والمُعقّدة ووقف التهريب، وأنّ كل ما يمكن عمله في هذا الإطار، هو نصيحة لوجه الله يطلقها سماحته: التّنسيق مع القيادة السورية في محاربة "التّهريب"، فقد ترك السيد لمسؤولي البلدين اتخاذ ما يرونه مناسباً في معالجة هذه المعضلة، ولعلّ أنجع وسيلة لقطع دابر المُهرّبين واستئصال شأفتهم، هو التّعامل المباشر بين الأشقاء العرب، حفاظاً على قِيم العروبة من جهة، وحفاظاً على واجب الأخُوّة من جهةٍ أخرى، بحيث لا يرضى الشقيق الأصغر(لبنان) أن يبيت شبعاناً وشقيقته الكبرى (سوريا) تبيت جوعانة.
لذا يمكن مدّ أنابيب نفط "شرعية" بين البلدين، وقد تُستعمل في ظروفٍ مُغايرة في الاتجاه المعاكس، امّا الطحين فيمكن تفريغه مُباشرة في ميناء اللاذقية أو ميناء طرطوس، ولا ضير في توسيع التّنسيق بين البلدين الجارين إلى كل ما يعود بالفائدة على الشعبين السوري واللبناني، وتذكُّر أيام "تلازم المسارين" الذي كان يعود على لبنان ب"المنّ والسلوى" قبل سوريا، وكثيرون هم الذين يتحسّرون اليوم ويقولون في السّر والعلن: سقا الله تلك الأيام.
كتب الحجاج إلى المُهلّب يستعجله في حرب الأزارقة(فرقة خارجية)، ويُسمعهُ قارص الكلام، فكتب إليه المهلّب: إنّ البلاءَ كلّ البلاء، أن يكون الرأيُ لمن يملكهُ، دون من يُبصرُهُ.