تظهر وزيرة الإعلام بطلّتها الصبوحة وابتسامتها الساحرة بعد كلّ اجتماعٍ وزاري، لتتلو على المواطنين ما قاله رئيس الجمهورية خلال الاجتماع، وبعده ما قاله رئيس الحكومة، لتنتقل بعد ذلك لنقل أجواء الجلسة الوزارية، وما اتّخذتهُ الحكومة من مقررات رسمية، بعد ذلك تنتقل للرّد على أسئلة أهل الصحافة والاعلام الحاضرين، فلا تسمع منها ما يمكن أن يسُدّ خلّة جوع، أو يُطفئ غُلّة عطش، أو يُفرّج كرباً، أو يفُكّ مغيصاً، فالحكومة حسب وزيرة الإعلام دائماً، ألّفت في الموضوع الفلاني لجنة لدراسته، ووضع الخطط والبرامج اللازمة، والتي ستُدرج خلال الأسابيع القادمة على جدول أعمال مجلس الوزراء، أمّا الموضوع العلّاني فسوف تتُمُّ معالجته من قِبل لجنة وزارية في أقرب وقت ممكن، ليُعاد طرحه على مجلس الوزراء في الأسابيع القادمة إن شاء الله تعالى، أما موضوع التعيينات المالية فهي ستصدر في غضون العشرة أيام القادمة إن شاء الله تعالى، ولا عقبات في طريقها، (علماً أنّ العقبات لا تُعدّ ولا تُحصى)، أمّا موضوع التعيينات الإدارية المنتظرة فهي بدورها ستُعالج (بعونه تعالى) في الوقت المناسب والأفضل، وفي اللحظة التاريخية المُلائمة.
اقرا ايضا : السلام على إسم المارونية السياسية والحريرية السياسية
أمّا موضوع مكافحة تهريب المواد الإستهلاكية المدعومة إلى سوريا( من مازوت وطحين وخلافه)، فقد نال نصيباً من البحث، وستُتّخذ بشأنه بعض الإجراءات،( ربما بعد نفاد مخزون مصرف لبنان المركزي الاحتياطي والعوض بسلامتكم)، أمّا معالجة وباء الكورونا المُستجدّ، فهي منوطة بوزير الداخلية، والذي سيضرب بيدٍ من حديد على أيدي المواطنين، الذين اكتووا بنار الفقر والبطالة والجوع والحرمان والإذلال بحثاً عن لقمة العيش، التي ينتظرها أبناءهم في العشيّة حين يبدأ سريان مفعول منع التّجوّل.
أمّا المغتربون الذين تبارى الزعماء في ضرورة إعادتهم إلى ربوع الوطن، مع التأكيد على توفير سلامتهم أثناء النّقل، وعدم استقبال المرضى منهم بالوباء، إذ بنا نُفاجئ بأنّهم خرّبوا كل ما أنجزه المقيمون على مدى الثلاثة أشهر الماضية، بالتعب والإرهاق والجوع، لتعود الحكومة اليوم لتحميلهم، فوق ما يتحمّلون، دلع واستهتار بعض العائدين من الخارج، لذا قرّرت الحكومة معاقبتهم مُجدّداً بالإقفال التام، وإعادة شدّ الأحزمة، بانتظار ما سوف، وسوف وسوف، تُقدّمه هذه الحكومة الهجينة، سيلٌ من التسويفات والمماطلات، والخراب على قدمٍ وساق.
قال الشاعر الأخطل، يهجو بني كُليب:
ما زال فينا رباطُ الخيل مُعلَمةً
وفي كليبٍ رباطُ الذُّلِّ والعارِ
النازلين بدار الذلّ إن نزلوا
وتستبيحُ كليبٌ حُرمة الجارِ
قومٌ إذا استنبح الأضيافُ كلبَهُمُ
قالوا لأمّهم بولي على النارِ.