لأن الفساد سيفضح يوما أربابه وأزلامه، ولأن جنة السلطة سنتنهي بكل سارق وناهب ومتسلط إلى مزبلة التاريخ ها هم اليوم يفضحون أنفسهم أكثر فأكثر، فيستمر المسلسل من سعد الحريري إلى وليد جنبلاط إلى سليمان فرنجية وغريمهم الشريك هو جبران باسيل وكل العهد "القوى" من رأسه حتى أخمص قدميه.
خرج سليمان فرنجية الذي عطل تشكيل حكومة حسان دياب لأسابيع بهدف الحصول على حصته الوازنة في شركة مقاولات الحكومة اللبنانية، خرج بالأمس منتفضا شاهرا سيف تطهير الدولة من الفساد بفساد أكبر وهو حماية أحد المقربين منه من المساءلة القضائية في قضة الفيول المغشول ففضح نفسه أولا وفضح معه كل المنظومة الممسكة بمفاصل الدولة ومقدراتها والتي عاثت فسادا وسرقة ونهبا أمام عينية هو يستفيق اليوم للدفاع المستميت عن أحد أوكار الفساد المنظم الذي تغيطيه كل الطبقة السياسية بأحزابها وزعمائها وطائفيتها.
إقرأ أيضًا: الشيخ الشامت بالفقراء واللبنانيين المنهوبين!!
نجح سليمان فرنجية كذلك في فتح أبواق العهد فأخرجوا عهرهم السياسي هم أيضا أخرجوا عهرهم وكشفوا عريهم أمام الرأي العام اللبناني الذي بات على يقين أن كل زعيم فاسد حتى تثبت براءته، وأن كل نائب أو وزير فاسد وحرامي حتى تثبت براءته لأن الحكم حكم المزرعة ولان القضاء هو قضاء الأزلام والمحسوبيات ولأن فساد القضاء هو بحجم فساد السلطة وأحزابها الميليشياوية.
والأنكى من كل ذلك أن يخرج بيان الرد على سليمان فرنجية من مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية والذي جاء فيه :
تعليقاً على ما أورده رئيس تيار المردة الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية، لا سيما ما تناول به فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يهم مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية التأكيد على أن من اصدق ما قاله السيد فرنجية هو "وقوفه إلى جانب ناسه" سواء كانوا مرتكبين أو متهمين بتقاضي رشاوى. وبدلاً من أن "يفاخر" السيد فرنجية بحمايته لمطلوبين من العدالة، كان الأجدر به أن يرفع غطاءه عنهم ويتركهم يمثلون أمام القضاء الذي هو الجهة الصالحة لتبرئتهم أو إدانتهم. وبكل الأحوال يبقى هذا الموضوع في عهدة القضاء الذي له وحده أن يتخذ ما يراه مناسباً من اجراءات.
وفي ما عدا ذلك من كلام السيد فرنجية الانفعالي، فهو لا يمت، في معظمه، إلى الحقيقة بصلة وفيه تزوير للوقائع وبالتالي لا يستحق الرد، وإن كان حفل بالإساءات التي تضر بسمعة لبنان ومصلحته واقتصاده ودوره وحضوره في محيطه والعالم، لا سيما ما ذكره عن موضوع التنقيب عن النفط والغاز".
إقرأ أيضًا: بين كوراني وبناهيان الشيعة في خطر!!
رئيس الجمهورية الذي يدين فرنجية بوقوفه إلى جانب ناسه سواء كانوا مرتكبين أو متهمين بتقاضي رشاوى العبارة التي أضحكت نصف الشعب اللبناني وردد الجميع بقهقهة عالية " ليك مين عم يحكي" وهو الرئيس الذي انقلب على خطاب القسم وكان عهده من أسوأ العهود التي مرت على لبنان في تاريخه وهو الذي يتحول يوما بعد يوم إلى مجرد عصابة حاكمة بل مافيا تتحكم بكل مفاصل الدولة ومؤسساته والتي استولت سرقة ونهبا على خزينة الدولة وماليتها وأقتصادها بسبب سياسات المحاصصة وتوزيع المغانم فأفلست في هذا العهد ل الدول ومؤسساته وبات الشعب أكثر بطالة وفقرا وحرما في تاريخه.
لو أن رئيس الجمهورية رد على سليمان فرنجية بشرفه وبناء على قسمه باعتباره حاميا للجمهورية من كل اللصوص لكنا وقفنا إجلالا واحتراما لكن بيان رئيس الجمهورية يدين فرنجية بما هو فيه من وقوفه غلى جانب مرتزقته وحواشيه وتغطية خطاياهم وسرقاتهم ونهبهم للمال العام على مرأى ومسمع من كل قريب وبعيد .
إن رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور والدولة ومالية الدولة ومقدراته لا يحق له اليوم الرد على كل ما يقال ويشاع عن قضايا الفساد والسرقة طالما هو يحمي في حاشيته والمقربين منه كل سارق وجميهم متهمون وباتت كل القضايا واضحة ومعلومة لدى الرأي العام عن تورط العهد بأكلمه بكل الصفقات والسمسرات ومسلسل النهب المنظم .
إن العهد كان مسؤولا وهو فقط المسؤول لأنه مؤتمن وقد خان الأمانة أمانة الدولة والشعب والوطن.
إننا أمام المزيد من حفلات الكذب والخداع المنظم والضحية واحدة هي شعب لبنان العظيم.