بعد أيامٍ لم يعلُ خلالها صوتٌ فوق صخب العنوان المالي وخطة الإنقاذ التي ستكون الأسبوع الطالع محور مفاوضاتٍ ستبدأ مع الـ IMF للحصول على برنامج تمويل بنحو 10 مليارات دولار على خمس سنوات على وقع ما يشبه «التهشيم» الذي تتعرّض له الخطة من أهل البيت الحكومي كما قوى المعارضة، عاد «كورونا» بقوة إلى سلّم الأولويات الداخلية مع إشاراتٍ مُقْلِقة تطلّ برأسها من أرقام الإصابات المتزايدة والتي انتقلت في أيام قليلة جداً وتباعاً من صفر حالات للمقيمين إلى 11 إصابة أمس أضيفت إلى حالتيْن ايجابيتيْن لوافدين من الكوبت والسنغال كانا في عداد العائدين في عملية الإجلاء المستمرة للمنتشرين، ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 809 بينهم 234 حالة شفاء و26 وفاة.
وفي ضوء هذه الاندفاعة لـ «كورونا»، ازدادتْ المخاوف من أن يكون لبنان في مرمى موجة عاتية من الإصابات التي قد تتسبب بهزّ نظامه الصحي، ولا سيما أن «تَجدُّد» الفيروس داخلياً يأتي في ظل تخفيف إجراءات التعبئة العامة وصولاً إلى إعلان وزارة التربية استئناف العام الدراسي اعتباراً من 28 مايو (لمراحل ما بعد التاسع الأساسي) مع إلغاء امتحانات الشهادة المتوسطة (شهادة الصف التاسع) ومنْح الطلبة إفادة مصدّقة بتجاوز المرحلة، والأهمّ مع الاستعداد للمرحلة الثالثة من إجلاء المتنشرين التي تبدأ الخميس على أن تشمل نحو 13 ألف لبنانياً، وسط نقزة كبيرة شكّلها ارتفاع نسبة الإصابات بين صفوف العائدين من وجهات افريقية في الأيام الماضية.