كشف دراسة جديدة أجرتها جامعة غلاسكو الاسكتلندية، ونشرت في مجلة "Virus Evolution" أن ادعاءات تحول فيروس كورونا إلى عدة سلالات أكثر عدوانية ليس لها من الصحة، وفقاً لصحيفة ديلي ميل الإنكليزية.
وكانت دراسة أجراها مجموعة من الباحثين في جامعة شيفيلد ومختبر نيو مكسيكو أكدت أن نوع فيروس كورونا الذي تفشى في أوروبا هو أكثر عدوانية وأسرع في التفشي من النوع الذي ظهر في الصين.
كما وجدت دراسة تمولها الحكومة البريطانية، أن ما لا يقل عن اثني عشر سلالة مختلفة من الفيروس التاجي انتشرت عبر المملكة المتحدة في آذار.
لكن خبراء جامعة غلاسكو اعتبروا أن هذه المزاعم "لا أساس لها من الصحة" ولا توجد نسخة من الفيروس المنتشر حاليا أكثر أو أقل قوة من نسخة أخرى.
واعترف الباحثون بأنهم اكتشفوا آلاف الطفرات من الفيروس لكنهم قالوا إنها كانت صغيرة جدًا لدرجة أن هذا "طبيعي ومتوقع".
وأفاد الباحثون أن التغيرات على سلوك فيروس كورونا ليست كبيرة ولا تقدم دليلاً واحداً على وجود عدة سلالات من الفيروس، بل تؤكد أنه يوجد نوع واحد فقط.
وأشاروا إلى أن جميع الفيروسات بما في ذلك الفيروس المسبب لكورونا يتحول بشكل طبيعي لأنه ينتشر بين الناس، مؤكدين أن معظم التغيرات التي تطرأ عليه ضئيلة أو معدومة ولا تؤثر على بيولوجيا الفيروس أو عدوانيته أو طريقة إصابة للبشر.
وتوصل الباحثون إلى هذه النتائج بعد دراسة قائمة تضم 7237 طفرة تم تسجيلها للفيروس، كما درسوا 396 تسلسلا جينيا تم أخذها من عينات من جميع أنحاء العالم.
وقالوا إنه على الرغم من أن هذا قد يبدو تغيراً كبيراً في الطفرات والتسلسل الجيني، إلا أنه معدل منخفض نسبيا لتطور فيروس معدي مثل كورونا.
وأوضح العلماء أن هذه الطفرات من غير المرجح أن يكون لها أي أهمية وظيفية، والأهم من ذلك أنها لا تمثل أنواع فيروسات مختلفة.
من جانبه، ذكر الباحث الرئيسي في الدراسة الدكتور أوسكار ماكلين أن التحليل التطوري يظهر عدم صحة الادعاءات بأن هناك أنواعاً متعددة من الفيروس، وطالب الناس بعدم الاهتمام بالطفرات الفيروسية لأنها متوقعة عندما ينتقل بين الناس.
وأضاف: "يمكن أن تكون هذه الطفرات مفيدة لأنها تسمح لنا بتتبع تاريخ انتقال العدوى وفهم النمط التاريخي للانتشار العالمي".
ويتوقع الباحثون أن يستمر حدوث مزيد من الطفرات لدى الفيروس مع استمرار الوباء، وأن لا يكون لها أي نتائج على بيولوجيا الفيروس.