نظرا لأن فيروس كورونا هو مرض جديد، لا يزال العلماء يكتشفون بشكل مستمر معلومات جديدة حول كيفية تأثيره على الجسم.
وتعد السمنة واحدة من أكبر عوامل الخطر المرتبطة بأعراض Covid-19 الحادة. ووجدت دراسة أجراها Coronavirus Clinical Characterisation Consortium، أن 75% تقريبا من مرضى فيروس كورونا في العناية المركزة يعانون من زيادة الوزن.
وزعم العلماء أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات شديدة إذا أصيبوا بفيروس كورونا، أكثر من المصابين بأمراض الرئة وارتفاع ضغط الدم.
وحلل الباحثون 17 ألف حالة دخول للمستشفى بسبب فيروس كورونا، ووجدوا أن السمنة تزيد من خطر الوفاة به في المستشفى بنسبة 37%.
وقال الفريق المكون من باحثين من ألمانيا والولايات المتحدة، إن الدهون "قد تكون بمثابة خزان فيروسي".
وجادل الباحثون بأن الخلايا التي تحتوي على الدهون في الرئتين يمكن أن تؤدي إلى إصابة المرضى بالتليف الرئوي وتندب في الأعضاء، وبالتالي قد يؤثر على حدة Covid-19.
ووجد الباحثون أن الخلايا الدهنية تنتج كميات كبيرة من البروتين الذي يستخدمه Covid-19 للتسلل إلى الخلايا البشرية، والمعروف بـ"الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2" (Ace2).
وقال الفريق إن المزيد من إنزيم Ace2 تم إنتاجه في الخلايا الدهنية للمرضى الذين يعانون من السمنة أو السكري أكثر من الآخرين.
وبينما لا يزال البحث جاريا، اقترح الباحثون أن الخطر المتزايد بسبب البدانة قد يكون ناتجا عن أن هذه الحالة تقلل من وظائف الرئة وتسبب المزيد من التهاب الأنسجة الدهنية حول الأعضاء الداخلية.
ويمكن للخلايا الدهنية أيضا أن تحد من توافر الخلايا المناعية الحيوية حول الجسم لمحاربة الفيروس، أو ربما تسبب السمنة استجابة الجسم المناعية بشكل مفرط، والمعروف باسم عاصفة السيتوكين، والتي يعتقد أنها تلعب دورا مهما في وفيات فيروس كورونا.
ويعاني معظم المرضى الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم (BMI) من 40 وما فوق من صعوبات في التنفس، مع زيادة الوزن ما يجعل من الصعب على الحجاب الحاجز والرئتين توسيع واستنشاق الأكسجين.
وعند نقص الأكسجين، ستبدأ الأعضاء في الفشل، وهو ما قد يفسر سبب إصابة أولئك الذين يعانون من السمنة بأعراض أكثر حدة إذا أصيبوا بـ Covid-19، مقارنة بشخص يتمتع بوزن صحي.