أكد رئيس ​مجلس الوزراء​ ​حسان دياب​ خلال ترأسه اجتماعًا في ​السراي الحكومي​، خصص لعرض الخطة المالية الشاملة للحكومة التي تمتد على خمس سنوات، حضره نائبة رئيس ​الحكومة​ وزيرة الدفاع زينه عكر، ​وزير المالية​ ​غازي وزني​، ​وزير الخارجية​ والمغتربين ​ناصيف حتي​، وسفراء عدد من الدول، انه "لا يخفى على احد أن ال​لبنان​يين محرومون من الوصول إلى ودائعهم، ويواجهون ارتفاعًا كبيرًا في قيمة ​الدولار​ في السوق الموازية، الأمر الذي يؤدي إلى تآكُل ثرواتهم، وهم يطالبون ب​القضاء​ على ​الفساد​، وبخدمات عامة أكثر فعالية، وببيئة أعمال جيدة، ويأملون أن يحمل لهم ​المستقبل​ المنظور أيامًا أفضل، والحكومة تسمع أصواتهم، وقد تعهدنا القيام بالإصلاحات اللازمة في أسرع وقت ممكن، وكان الخيار أمامنا بسيطًا للغاية إما الاستمرار في النهج نفسه ورؤية ​القطاع المالي​ ينهار أمام أعيننا، جارفًا معه أموال شعبنا، وقاضيًا على آمالهم في أن يتمكن البلد من التعافي من هذه الخسائر الفادحة، أو العمل معًا والخروج بخطة عمل تحظى بدعم الغالبية العظمى، ذلك أن الدعم القوي للإصلاحات أمر بالغ الأهمية داخليًا، ولكن أيضًا لدى التعامُل مع المؤسسات الدولية والأصدقاء الثنائيين. لذا، قررت حكومتي على الفور الإسراع في إعداد خطة للتعافي المالي لتُشكل علامة فارقة على طريق الانتعاش".

 


ولفت دياب "خطة الحكومة تُقدم تشخيصًا واضحًا للوضع، وقد شكلتْ موضع ترحيب علني من الشركاء المتعددي القوى ومن العديد من الشركاء الثنائيين، كما أشادت بها مؤسسات مالية خاصة عديدة حول ​العالم​، نظرًا إلى جدية التشخيص الذي تُقدمه والذي من شأنه أن يؤدي إلى ردود فعل قوية بسبب طرحه الجريء للغاية، ومع ذلك، من الواضح أن الأصوات التي تعالتْ لم تُشكك في صحة النتائج، كما تتضمن الخطة إصلاحات هيكلية ومالية طالَ انتظارها، بالإضافة إلى اقتراحات جديدة تبلورتْ على ضوء التطورات الأخيرة، وترمي الخطة إلى تزويد اللبنانيين بمسار نمو جديد مدعوم بالعمل على الحد من الخسائر، وحماية لبنان من الصدمات المستقبلية المحتمَلة، مع تأمين التمويل اللازم والانخراط في ​اقتصاد​ مُنتج يَضمن الرفاهية والوظائف الجيدة. كما تؤكد على أهمية إرساء شبكات الأمان الصلبة على المدى ​القصير​ للتخفيف من عبء ​الأزمة​ التي تُثقل كاهل الفقراء والعاطلين عن العمل. كما تأخذ الخطة في الاعتبار احتياجات التمويل، والمتطلبات الاجتماعية، و​الاقتصاد​، والعملة، والقضايا الهيكلية المهمة التي من شأنها توفير بيئة عمل أفضل".

 

وشدد دياب على ان "لبنان في وضع حرج وهو بأمس الحاجة إلى أصدقائه، الآن أكثر من أي وقت مضى، في هذا الصدد، نتطلع إلى مشاركتكم الفاعلة في مجالس المؤسسات الدولية لدعم جهودنا، نحن نطلب فقط التعامُل بشكل عادل مع بلد يُواجه العديد من الأزمات المدمرة المتزامنة، علاوة على كونه أكبر بلد مُضيف للاجئين قياسًا بعدد سكانه، ويُواجه تداعيات فيروس كوفيد-19، ونحن نُرحب باقتراحاتكم، ونقبل أن تتعاملوا معنا على أساس حجم الإنجازات التي سنقوم بها من حيث الإصلاحات، لكننا بحاجة إلى التزامكم تأمين القدر المناسب من التمويل لكي نتمكن من مواجهة الأزمات بشكل فعال، والتزامكم المستمر بتمويل احتياجات لبنان في سياق برنامج خاص وفي سياق ​مؤتمر سيدر​.