«لعدم الاستخفاف بوباء كورونا الكامن لدى كثيرين ومن دون عوارض». تختصر هذه الدعوة التي وجّهها وزير الصحة حمد حسن إلى المتظاهرين، أمس، جدّية المخاطر المترتبة على الإصابات التي قد تكون «خفية»، أي تلك التي لا تترافق مع عوارض، والتي قد يكون نحو 85 % من المُقيمين في لبنان عرضة لها، بحسب حمد!
وزير الصحة طالب، مُجدّداً، في مقابلة تلفزيونية ليل أمس، بتوخّي الحذر، «لأنّ أيّ هفوة غير محسوبة العواقب يمكن أن تأخذنا إلى مشهد كارثي»، لافتاً إلى أن الأشهر المُقبلة بحاجة إلى تكافل. وتعكس هذه التصريحات توجّساً من «ضياع» الجهود التي بذلت في الأسابيع الماضية، وفي ظلّ مخاوف من التعرّض لموجة ثانية من الوباء، في وقت لا يزال عدّاد كورونا مواظباً على محدودية الإصابات. إلا أن هذا «من شأنه أن يزيد منسوب التأهب لا العكس، لأن الإيجابية ترسي نوعاً من الارتياح قد ينعكس تراخياً على الصعيدين الرسمي والشعبي، ما سيسلبنا القدرة على مواجهة أي ضربة فجائية»، على حدّ تعبير مصادر الوزارة.
وكانت وزارة الصحة أعلنت، صباح أمس، تسجيل أربع إصابات فقط (ثلاث محلية وواحدة بين المغتربين) من بين 1567 فحصاً (1509 للمقيمين و58 للوافدين)، فيما لم يُسجّل مُستشفى رفيق الحريري الحكومي أي إصابة جديدة ليلاً من بين 288 فحصاً أجريت داخل المُستشفى. وعليه، أُقفل عدّاد كورونا على 721 إصابة، فيما ارتفعت أعداد حالات الشفاء إلى 150، ولا يزال عدد الوفيات متوقفاً عند 24.
وفيما كان مُقرّراً تجميد الجولات الميدانية على المناطق لأخذ العينات العشوائية إلى حين الانتهاء من استقبال المغتربين، استأنفت الفرق الصحية التابعة للوزارة جولاتها في النبطية، أمس، على أن تجول اليوم على عدد من محال السوبرماركات في بيروت وبعبدا لأخذ عينات من العاملين فيها.
إلى ذلك، تُستأنف اليوم الرحلات الجوية التي تقلّ مغتربين آتين من كل من الدوحة، وبغداد، واسطنبول، ومسقط، وبورت هاركورت ولندن.
وصول المغتربين يأتي بالتزامن مع العودة التدريجية للحياة «الطبيعية»، إثر تخفيف حدة إجراءات التعبئة العامة. ولفت حسن، في هذا الصدد، الى أنّ خطة العودة للحياة الطبيعية «يجب أن تكون مرنة، وإلا يذهب الجهد من دون نتيجة (...) ما زلنا نقاتل باللحم الحيّ، وخطتنا هي مسار الاستجابة والجاهزية، ونعمل ضمن الضوابط المطلوبة».