كانت الحيوانات لتلاحظ، عاجلاً أم آجلاً غياب البشر، وبالفعل استفادت الأسود في حديقة كروغر الوطنية في جنوب أفريقيا من هذا الأمر.
كان حارس الحديقة، ريتشارد ساوري، يجوب في دورية، يوم الأربعاء، عندما التقط صوراً لمجموعة أسود نائمة على طريق، غالبا ما تكون مزدحمة بالسيّاح.
لكن حديقة كروغر كانت قد أغلقت أبوابها، منذ 25 آذار، بسبب إجراءات الإغلاق المرافقة لوباء كورونا، مثلها مثل غيرها من الحدائق البرية.
وباعتباره حارسا في واحدة من أكبر المحميات في أفريقيا، لدى السيد ساوري مهام أساسية؛ لذا واصل العمل أثناء فترة الإغلاق، لتفقد المحمية وإبعاد الصيادين. وأثناء تجواله، ظهيرة يوم الأربعاء، لاحظ مجموعة الأسود على الطريق أمامه غارقة في النوم، فاقترب منهم، من على بعد خمسة أمتار، ووثق ما رآه بعدسة هاتفه المحمول.
وعلق الحارس بالقول: "الأسود معتادة على رؤية البشر داخل عرباتهم. الأسود، بالغريزة، تخشى البشر عندما يمشون لذا لم يكونوا ليسمحوا لي بالاقتراب منهم".
وكانت أكبر اللبؤات ضمن المجموعة النائمة في عمر الـ 14، وهذا يعني "أنها مسنّة". واعتاد السيد ساوري أن يرى الأسود نائمة في طرقات الحديقة فقط في ليالي الشتاء الباردة، لأن الزفت يحتفظ بالحرارة.
من جهته، يقول المسؤول الإعلامي للحديقة، إسحاق فالا: "الجميع يدرك أهمية الإغلاق، والحراس موجودون لأداء مهامهم المعتادة. المحافظة على البنية التحتية تتطلب قليلا من العمل، لذا فعندما نعيد افتتاح الحديقة لا نبدأ العمل من مرحلة الصفر".
وأضاف: "بالنسبة للأسود فهي غالبا ما تكون في الأدغال بسبب الازدحام، لكنها حيوانات حادّة الذكاء وهم يستمتعون الآن بحريتهم.. في حديقة تخلو من البشر".
ويردف فالا: "ربما يكون السبب بسيطاً وعائداً لكونها قد أمطرت ليلة الثلاثاء. كان الأسفلت أقل رطوبة من العشب في ذلك الوقت.. وكما تعلمون لا تجتمع هذه القطط الكبيرة مع الماء".