لا صلاة المؤمنين ولا أدعيتهم المأثورة ولا شعوذة المشعوذين الجُدُد ولا الأحجية والطلاسم وماجاءت به المجتمعات البشرية من طقوس قديمة أو جديدة استطاعت أن تفعل فعلاً واحداً ضدّ شيء من الأشياء المميتة أو حتى ضدّ أي جرثومة من الجراثيم المنتشرة منذ القدم فها هي الجرثومة الإسرائيلية تكبر باستمرار ولم تفلح معها كل لعنات الصلوات وخطابات أئمة الجماعة والجمعة وأمراء الأمّة والأحزاب والمذاهب وما تلفّظت به جماهير العرب والمسلمين منذ خمسين سنة من شتم وسب للجرثومة الإسرائيلية .
حتى لا نحمّل خطايا العالم وفيروساته المتعددة لأمّة الصلاة والدعاء من الأبنية وعلى السطوح وتحت الشجر والمدر لأنها غير معنية بالعلاجات العلمية أو الطبية ولا تملك مختبرات أو أبحاث علمية فهي لا تحتاجها كونها تقوى على الأزمات بقليل من القطران وكثير من الدعاء، ولكن نحمّل مسؤولية ما يجري من قضم للبشرية ومن حرب جرثومية مفتوحة عليها للدول الصناعية المتقدمة وللدول القائدة وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية حيث تنفق هذه الدول أموالاً طائلة على البحث العلمي ويأخذ علم الطب مداه في أوروبا وأميركا على سبيل الخصوص وثمّة ثقة إنسانية بما تتيحه العلوم الطبية من مواد نظرية وعملية في الدول المذكورة .
إقرأ أيضًا: الفيروس الصغير الذي افترس أميركا الكبرى
أن تقف هذه الدول عاجزة عن فيروس كورونا وتركه يسرح في الجسم البشري بكل حرية وتوفير مواجهة وحيدة معه وهي الإلتزام بالحجر الصحي دون تحديد مدة زمنية ودون التوصل للعقاقير اللازمة ودون التوصل الى تشخيص ثابت لطبيعة ومنشأ هذا الفيرويس اللعين ابن اللعين كما تقول فحول المسلمين يزيد من خيبات الأمل بل ويفقد الأمل لا بهذه الدول العاجزة بل بالقدرة على التمسّك بالحياة اذ تبيّن مدى هشاشة هذا الوجود ومدى سخافة الدول التي تصرف كل إمكانياتها على الحروب بغية السيطرة هنا أو هناك وتستعبد شعوبها وتمارس بحقهم ابشع أنواع الإستعباد والإستبداد وتصرف ثرواتهم على أوهام ثورية أو على مكاسب إقليمية أو دولية رغبة في السيطرة والزعامة وامتصاص ثروات الأرض لصالح نخب سياسة أو دينية أو طغم مالية من أشخاص وشركات .
سقط الجميع أمام إستحقاق فيروس صغير فكل أموالهم وثرواتهم عاجزة عن إيجاد علاج سريع للحدّ من مصير سيحصد الملايين من البشر فلا الصواريخ العابرة ولا الطائرات الأسرع من الصوت ولا الغواصات العائمة في البحور ولا أيّ قوّة من الأسلحة التي تنتجها معامل الموت للدول المصنعة والتي تتعارك عليها الدول الضعيفة لشرائها رغبة في قهر شعوبها أو جيرانها بقادرة على التعارك مع الفيروس وإصابته إصابة مباشرة من قبل هدّافين متدربين جيداً على التصويب فلا أميركا ولا أوروبا ولا الصين ولا روسيا ولا من هم دون هذه الدول من مشاريع دول عاجزة ولكنها متعنترة على الشعوب بقادرة على توجيه إصابة بأيّ سلاح من هذه الترسانة الهائلة لقتل هذا الفيروس وهذا ما يدل على عجز القوّة المسلحة وهذا ما يدل على سخافة وهزالة من يعتبر القوّة بقوة السلاح من بندفية الصيد البشري الى الصاروخ العابر للقارات .
حبذا لو يستفيق المغدورون بمنطق القوّة العسكرية من كوابيس الأسلحة والتوقف عن البحث عنها والسعي إليها كي يزدادوا قتلاّ بأنفسهم وبغيرهم و يلتمسوا منطق العلم الذي ينجيهم من عذاب أليم وهو بالتأكيد لا يحتاج الى كل هذه الثروات التي تصرف على منطق القوّة بعد أن تبيّن عجز القوّة وضرورة العودة والتمسّك بمطنق العلم ما دام منطق القوة وقف عاجزاً أمام فيروس هم قالوا عنه مجرد نوبة رشح زائدة .