أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس أنه لا تزال هناك فرصة لاحتواء فيروس "كورونا" في الشرق الأوسط، في حين تتجه المفوضية الأوروبية لإطلاق استراتيجية للتخفيف التدريجي للقيود.
وقال ريتشارد برينان، مدير الطوارئ في المكتب الإقليمي لـ"الصحة العالمية"، أمس إن "معظم بلدان الشرق الأوسط تشهد زيادة يومية مقلقة في حالات الإصابة الجديدة بالفيروس، لكن المنطقة لا يزال أمامها فرصة لاحتواء تفشيه". وأضاف: "نحتاج بالفعل لمنهج شامل لطريقة تعزيز إجراءات الصحة العامة التي أثبتت فاعليتها مثل الرصد المبكر، والفحص المبكر، وعزل المصابين".
وفي بروكسل، أعلن المتحدث باسم المفوضية الأوروبية إريك مامر أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ستقترح اليوم إجراءات تهدف إلى ضمان تحرك الدول الأعضاء "بطريقة منسقة" عندما يحين الوقت المناسب لتخفيف إجراءات الإغلاق، خصوصاً أن استراتيجية المفوضية جاهزة، وكان من المقرر إطلاقها خلال الأسبوع الجاري.
وقد اتخذ القرار أمس بالسماح لسكان ووهان التي يقطنها 11 مليون نسمة والتي كانت بؤرة تفشي كورونا بمغادرتها، للمرة الأولى منذ إغلاقها في 23 كانون الثاني الماضي للحد من انتشار الفيروس. واعتباراً من منتصف ليل اليوم الأربعاء، ستعود حركة المرور لطبيعتها، ومن المقرر أيضا استئناف حركة الطيران. وسيكون باستطاعة السيارات مغادرة المدينة مجددا ويمكن للأشخاص السفر بالقطارات، شريطة أن يكونوا أصحاء ولم يخالطوا أي مصابين مؤخرا.
وفيما لم تسجل خلال الأسبوعين الماضيين سوى إصابتين في المدينة، بقيت السلطات الحالية في حال تأهب وأزالت صفة "خال من الوباء" عن 70 من أحياء المدينة، وهو تصنيف كان يسمح لسكان هذه الأحياء بمغادرة مساكنهم. وبُرّر ذلك باكتشاف أشخاص في هذه الأحياء يحملون الفيروس من دون أن تظهر عليهم أي عوارض. كما أن عدد القطارات والرحلات المغادرة من ووهان سيبقى محدوداً في الوقت الراهن، وستبقي السلطات على بعض القيود على التنقل في المدينة لمنع تجدد ظهور الإصابات.
رغم ذلك، تتعافى الصين بشكل "حذر"، فيما باتت عجلة الاقتصاد أقرب الى العودة إلى نشاطها، وأشار تقرير أعدّه خبراء من صندوق النقد الدولي الاثنين الماضي الى أن الانتعاش الاقتصادي في الصين بعد التوقف المفاجئ لاحتواء وباء كورونا "مشجع"، ما يلمح إلى أن تدابير الاحتواء يمكن أن تنجح في السيطرة على الوباء وتمهد الطريق أمام استئناف النشاط التجاري. فيما أظهرت صور للأقمار الاصطناعية زيادة تركيزات ثاني أوكسيد النيتروجين الشهر الماضي فوق الصين، ما يشير إلى انطلاق النشاط الصناعي وحركة النقل.
يحدث ذلك في وقت لا تزال فيه الولايات المتحدة واليابان ودول الغرب تتخبط في إدارتها لأزمة تفشي الفيروس، وتغلق مناطق جغرافية واسعة، وبدأ بعضها للتوّ في فرض إجراءات الحجر المنزلي.
وينطبق الأمر نفسه على بعض البلدان الأوروبية، فأمس قالت رئيسة وزراء النرويج إيرنا سولبرغ إن بلادها ستخفف بعض القيود المفروضة لمنع انتشار كورونا، مضيفةً: "نجحنا معاً في السيطرة على (تفشي) الفيروس، وبالتالي يمكننا تخفيف القيود على المجتمع شيئاً فشيئاً".
كان وزير الصحة النرويجي ذكر أن الوباء صار "تحت السيطرة" في النرويج، مشيراً إلى انخفاض معدل انتقال المرض.
وكانت الدولة الاسكندنافية من بين أولى دول أوروبا التي أغلقت مجموعة كبيرة من المؤسسات الخاصة والعامة في مختلف المجالات لوقف انتشار "كوفيد – 19"، مما دفع الاقتصاد فيها إلى حالة من الفوضى أدت إلى تسريح مئات الألوف من أعمالهم.
وتشمل القيود الحالية، وهي سارية حتى 13 نيسان، إغلاق دور الحضانة والمدارس ومنع الأجانب الذين لا يعيشون ويعملون في النرويج من دخولها، ومنع الناس من الذهاب إلى منازلهم الجبلية إذا كان لديهم بديل.
وبموجب الإجراءات الجديدة، سيتم إعادة فتح رياض الأطفال في الفترة بين 20 و27 نيسان والمدارس من الصف الأول إلى الصف الرابع اعتباراً من 27 نيسان، ويمكن للنرويجيين الذهاب إلى منازلهم الجبلية اعتباراً من 20 منه.
وقالت سولبرغ إنه في الوقت نفسه يجب أن يستمر العمل من المنزل، وأن يعتاد النرويجيون اتخاذ إجراءات مكافحة التلوث "لفترة طويلة".
ووصل عدد حالات الإصابات المؤكدة بالفيروس في النرويج إلى 5863 حالة، فيما وصل عدد الوفيات إلى 69 حالة.
وقبل النرويج، أعلنت النمسا أنّها ستخفف تدريجيا واعتبارا من 14 نيسان القيود السارية على التنقل وإعادة فتح المحلات الصغيرة، بعدما كانت قد فرضت حظرا صارما للحد من نشر فيروس كورونا المستجد. في السياق نفسه، أعلنت السلطات التشيكية، تخفيف القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا تدريجيا. بدورها، تستعد الدنمارك للكشف عن خطتها الرامية إلى تخفيف القيود المفروضة حالياً في نهاية الأسبوع الجاري. وفي حربها على كورونا، سلكت السويد اتجاهاً مغايراً: فعلى الرغم من تشجيع السلطات للناس على إبطاء وتقليل تحركاتهم، إلا أن الصناعة استمرت تعمل، والمدارس ودور الحضانة مفتوحة؛ كما تعمل المقاهي والمطاعم، والقطارات تسير، ولا توجد دوريات للجيش في المدن السويدية.
المصدر: رصد لبنان 24 - الشرق الأوسط - الأخبار - وكالات