طار النائب وليد جنبلاط تحت جنح الظلام ، وبشكل مفاجيء الى السعودية للتشاور مع من هم على ارض المملكة ، وبخاصة الرئيس سعد الحريري في المخارج الممكنة لمأزق التأليف الحكومي .
وخصوم المملكة ، بالطبع ، سيوجهون سهامهم الى السعودية ودورها في وضع اللمسات الاخيرة على التوليفة الحكومية ، مع ان السفير السعودي في بيروت ، نفى اي تدخل لبلاده في هذا الموضوع ، خشية التفسيرات المغرضة لهؤلاء الخصوم .
وبالتاكيد فان الزعيم الجنبلاطي سيحاول اقناع الرئيس الحريري ، بفرملة اندفاعة قوى ١٤ اذار نحو حكومة حيادية ، بسبب تداعياتها على البلد ، والتي تتوعد بها قوى الثامن من اذار . وضع لا يحسد عليه احد.. هو فيه الان ، رئيس جبهة النضال الوطني ... فاذا مالت دفة مركبه باتجاه الرئيس المكلف تمام سلام ورئيس الجمهورية ميشال سليمان ... العلم عند الله ما قد يحصل ... خصوصا واننا ما زلنا في شهر ايار ... وشرارات الغضب كانت تتطاير بقوة بالامس من هوائيات عين التينة .. بعدما تسربت خلال الساعات القليلة الماضية معطيات تفيد ، ان الرئيس المكلف، سيقدم خلال الاسبوع المقبل وقبل يوم واحد من موعد الجلسة النيابية العامة في الخامس عشر من هذا الشهر ، على إعلان حكومة مصغرة من اربعة عشر وزيرا هي بمثابة حكومة امر واقع ، بعدما استنفد كل السبل - وفق ما تقول مصادره - وخاض الكثير من المشاورات والاتصالات ، واقترح العديد من الصيغ ، ولكن دون جدوى ، إذ كانت كلها تقابل بالرفض.
وتفيد أوساط عليمة ان المشهد السياسي الحالي ، مرهون بالموقف الذي سيتخذه النائب وليد جنبلاط الذي فعلا يملك حاليا ناصية القرار، بانحيازه الى هذا الفريق او ذاك .. وتوصيف ًبيضة القبان ً الذي طالما اطلق على دوره ، ها هو يحضر بقوة الان...
و تضيف هذه الاوساط ان الرئيس نبيه بري ابلغ وفد جبهة النضال الوطني الذي زاره امس الاول ، موفدا من قبل جنبلاط ، انه يعول على موقفه كثيرا لمنع إبصار حكومة الامر الواقع لسلام ، النور، مذكراً بعتب بانه مشى معه بقرار تسمية سلام على اساس ان يبقى على التزامه السياسي ، لا ان يتم التنصل منه فيما بعد، كما ان الرئيس بري استخدم امام الوفد عبارات ، كمثل : أخذ البلد الى الفتنة الكبرى والى الانفجار الكبير، وعدم ميثاقية اي تسمية للوزراء الشيعة من خارج الثنائي الشيعي ، لمثل هكذا حكومة ، في إشارة منه طبعا الى حكومة الامر الواقع .
و كان لافتاً هنا وانسجاماًً مع كلام بري ، التهديد الواضح الذي ورد في موقف لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ، الذي قال : اذا أراد البعض ان ينفخ في بعض الأذان ، لتشكيل حكومة امر واقع او من لون واحد ومن دون الثلث الضامن، فانصحه بالا يجرب هذا الامر.
ووفقاً للاوساط عينها أيضاً ، فان فريق الثامن من آذار ، يتهيأ للرد على خيار حكومة الامر الواقع - في حال تجرأ سلام و أعلنها - بالمضي بلا هوادة في قانون اللقاء الأرثوذوكسي في الجلسة النيابية يوم الأربعاء المقبل ، خصوصاً وانه القانون الوحيد المطروح على جدول الاعمال ، على قاعدة واحدة مقابل واحدة...
وعليه...وفي ظل هذا الوضع المحتدم...ستبقى الأعصاب مشدودة حتى اليوم المفصلي ... يوم الأربعاء المقبل ، عل جهود الساعات الاخيرة ، تحمل انفراجات مرجوة ...وان الأربعاء لناظره .. قريب .