كانت ثورةً جميلةً وحالِمة! لكنّ القوى الطائفيّة حالت دون نجاحها من دون أن تطرح البديل. نزل الشّعب اللبناني مطالِبًا بتغيير النّظام ومحاسبة الطبقة الفاسدة التي تولّت السلطة منذ ثلاثة عقود. لم يتغيّر النّظام ولم تتِم محاسبة أحد؛ ليس لأنّ الثورة لم تكن جديّةً، بل لأنّ القوى المناهضة للثورة استغلَّت بعضًا من يوميّات الثورة التافهة لإذكاء العامل الطائفي الذي يقضي على كلّ أملٍ في لبنان.

 


حسنًا! ما هو بديلكم أيتها القوى السياسيّة؟ لا شيء! ليست الثورة هدفًا ولا هوايةً. هي مجرّد وسيلة لتحقيق مطالب محقّة. اعترف الجميع بأحقّيّة المطالب، لكنّهم اختلفوا على الأسلوب. فرفض البعض أسلوب الثورة . واعتبر أنّ إبقاء الحكومة السابقة أو تشكيل حكومةٍ أخرى هو السبيل لتحقيق مطالب الثوار. وراحوا يغوصون في أمورٍ تافهةٍ وسخيفة: هل هي ثورةٌ أم مجرّد حَراكٍ أم انتفاضة؟

 


"كلّن يعني كلّن"! كان شعار الثورة! ستثبت الأشهر والسنوات المقبلة إنْ كان هذا الشعار في محلّه أم لا! كلّ هذا مرهونٌ بأداء القوى التي استلمت السلطة بعد استقالة الرّئيس الحريري!