ممّا لا شكّ فيه أنّ وباء الكورونا سيُطيحُ بعد انحساره، بحكوماتٍ عديدة في أنحاء العالم أجمع، ولعلّ حكومة الرئيس دياب ستكون في طليعة تلك الحكومات، فهي إنّما تعيش هذه الأيام الحالكة بفضل هذا الوباء الذي شلّ الحياة العامة، وفاقم الأوضاع الاقتصادية والمالية سوءاً على سوء، ولعلّ "فضيحة" تمويل سدّ بسري تبقى مثالاً صارخاً على سوء أداء هذه الحكومة، فهذا المشروع كان قد حظيَ بقسطٍ وافرٍ من الاحتجاجات الشعبية أثناء انتفاضة السابع عشر من تشرين الأول الفائت من العام الماضي، تلك الانتفاضة التي خرج خلالها الشعب اللبناني غاضباً من فساد الطبقة السياسية الحاكمة، فحكومة دياب، ورغم انشغال الجميع باجتياح الكورونا، لم تجد ضيراً في الإمعان بالسّير في مشروع السّد، رغم مخاطره البيئية والأيكولوجية والتراثية، فضلاً عن عدم جدواه وتعاظم أضراره، وتخصيص مبلغ ستمائة وخمسين مليون دولار من خزينةٍ خاوية، وبلدٍ يعاني أكثر من نصف سكانه من جائحة الفقر قبل جائحة وباء الكورونا، فما بالك بالحال بعده؟ ولعلّه كان من الأفضل توفير الأموال اللازمة لتأمين الاحتياجات الضرورية للمواطنين في زمن فقدان العملة الأجنبية في مصرف لبنان المركزي،وصعوبة الحصول عليها من مصادر تمويل خارجية، لذا من المُرجّح أن لا يتمكن هذا "السّد الفضيحة" من الوقوف سدّاً منيعاً في وجه الانتفاضة الشعبية التي ستُطيح بمشروعه، وستُطيح معه هذه الحكومة التي برهنت الأيام أنّها وللأسف الشديد، ليست سوى دُمية في أيادي الثنائي الذي حملها إلى السلطة( التيار الوطني الحر والثنائية الشيعية)، فهي لم تُنجز منذ تأليفها قبل أكثر من شهرين سوى تضييع الوقت وهدر ما تبقّى من دولارات في خزينة الدولة المتهالكة، وما سدُّ بسري إلاّ دليلاً إضافيّاً على نهج حكومة الرئيس دياب التي لم تترك وراءها أثراً سوى قٍلّة الاحتراس، ولا تعد اللبنانيين إلاّ بالأضاليل، ولا تُمنّيهم إلاّ بالأباطيل.
اقرا ايضا : ملالي الثورة الإيرانية..فُرص السلام الضائعة