أشار وزير الزراعة والثقافة عباس مرتضى إلى أن "الحكومة شددت في الآونة الأخيرة على كل اللبنانيين بأن يلتزموا منازلهم، ونحن الان في وضع يستلزم ان يكون فيه انضباط والتزام بتوجيهات الحكومة ووزارة الصحة، ويبدو ان الحياة الطبيعية بدأت تعود الى الشارع وهذا أمر خطير يهدد وكل لبنان. ووجدنا أن وزارة الثقافة يجب ان تقدم شيئا، وعلى طريقتها قدمت عملا عبر نخبة من الفنانين الى كل اللبنانيين، لنقدم نكهة جميلة من بحبك يا لبنان، وبحبك يا لبنان يعني فيروز".
وعن دعوته الى العودة للزراعة في ظل ما نشهده اليوم، من نزوح عكسي الى الأرياف هربا من الإحتكاك والإكتظاظ في المدن، أكد مرتضى أنه "منذ ان تسلمت مهام الوزارة بدأنا بوضع خطة استراتيجية ولكن سرعان ما توقفنا قليلا، وبدأنا بوضع خطة طوارىء للأمن الغذائي، فمن خلال متابعتنا اليومية الدقيقة والحثيثة في الوزارة، تبين لنا اننا سنكون امام ازمة امن غذائي في الأشهر المقبلة وخصوصا ان بعض الدول توقفت عن تصدير المواد الغذائية".
وأعلن أن وزارة الزراعة أطلقت اول صرخة للمواطنين بأن يزرعوا كل المساحات الممكنة. اما الخطوة الثانية فستبدأ في الأيام المقبلة حيث سنوزع مواد كيماوية واسمدة، وسنعمل على خطة لتوزيع البذور لكل المزارعين الصغار والمتوسطين ليتمكنوا من الزراعة ضمن المستطاع والمؤمن، والمطلوب من اللبنانيين اليوم ان يزرعوا، لأن لا اكتفاء ذاتيا زراعيا لدينا بل إننا نعتمد على الإستيراد. والسبب في ارتفاع اسعار الخضار والفاكهة مرده الى عدم توفر الكميات الكافية لتخزينها في البرادات خلال الشتاء، مما يهدد الأمن الغذائي".
وأكد وزير الزراعة "اننا نعتمد منهاج منهاج ثقافتنا زراعة أمل". ومن هذا المنطلق، اذا لم يكن هناك ثقافة فلا زراعة، ولا صناعة، لا وطن ولا شعب. واجبنا اليوم من خلال وزارة الثقافة ان نزرع الأمل، والمفاجأة التي شاهدتموها بالأمس على كل الشاشات اللبنانية، هي لزرع الأمل عند كل اللبنانيين ولتوحدهم وهم في بيوتهم، ويمكن أن نتطور ونعمل وأن نفكر بالخطط الإستراتيجية التي تحمي لبنان عبر أمن الغذاء الاستراتيجي". مشيراً إلى "اننا دولة هشة، واذا لم نعمل 24/24 ساعة فقد نكون امام ازمة غذائية في الأشهر القليلة المقبلة".
وعلق مرتضى على ارتفاع الأسعار معتبراً أنه "ليس لوزارة الزراعة الصلاحيات المباشرة على الاسواق والاسعار، فالامر يعود الى وزارة الاقتصاد. ان الغلاء الحاصل هو ما دفعنا الى القيام بجولة في سوق بيروت، اذا اننا معنيون ايضا والحكومة بكل أعضائها متضامنة وكل واحد منا يمثل الكل. لذلك تفقدنا الأسعار وأعطينا توجيهاتنا في ما خص السلامة بموضوع كورونا، ووجدنا ان هناك التزاما جيدا. كما وجهنا رسالة من اجل تضامن التجار مع المواطنين"، معلناً أن "الوزارة ستعلن كل يوم أربعاء، لائحة موحدة بأسعار الخضار والفاكهة وعلى كل الاسواق اللبنانية الالتزام بها، كي لا يصار الى الاحتكار او ابتزاز المواطنين، وذلك بالتعاون مع وزارة الاقتصاد بهدف حماية المستهلك".
وأشار إلى أن "خطة الطوارىء التي سنطلقها بعد أسبوع، مع بعض الكتل النيابية والاقتصادية والزراعية، ستتضمن توجيهات للمزارعين من اجل اتباع الاجراءات الكفيلة بحمايتهم مع عائلاتهم وعمالهم، كما توجيههم الى الزراعات التي نقوم بدراستها وفقا للمناطق والتربة والارتفاع".
وشكر مرتضى المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الذي "قدم كل أراضي الأوقاف ووضعها تحت تصرف وزارة الزراعة، وكذلك البطريركية المارونية التي وضعت ايضا أوقافها بتصرفها، فنحن بصدد وضع الالية القانونية لنوجه المواطنين للاستفادة من هذه الاراضي خلال الأزمة الراهنة لا سيما أزمة الأمن الغذائي"، مؤكداً أن "الوزارة كانت بدأت بالخطة الاستراتيجية إنما اصابها الانكماش نظرا للاوضاع، وبدأنا بخطة الطوارىء".
وعن قطاع تربية النحل، شدد على أن "القطاع مهم جدا ولكنه مهمل، لذلك كلفنا مستشارا بدراسة هذا الملف وكيفية دعمه والوقوف الى جانب مربي النحل. انه قطاع إنتاجي يمكن ان يدر الكثير على المزارعين، والملف تتم دراسة كل حيثياته ومشاكله وسوف ندعمه وننشطه لان لدينا الإمكانيات لذلك في موازنتنا".