ما زالت المعارك محتدمة في سورية وعمليات الكرّ والفرّ متواصلة بين الجيشين النظامي والحر، مشاهد الموت تتكرر،والأحمر هو اللون الوحيد في المناطق السورية.
في إطار المجازر المتنقلة بين المحافظات السورية، يتحضر جيش النظام السوري لاقتحام منطقة القصير بريف حمص وكان بالأمس ألقى منشورات طالبت السكان بمغادرة المدينة تمهيدا لاقتحامها وكأن القصير كانت مدينة هادئة آمنة، ولم تكن أرضاً للمعركة الثلاثية التي طال أمدها خصوصا بعد إعلان الثوار عن قتل 3 عناصر وجرح العشرات من عناصر حزب الله خلال معارك في المدينة القصير.
في ريف حمص الجنوبي أعلن الجيش السوري الحر إعادة سيطرته على قرية آبل، بعدما كانت قوات النظام قد وضعت يدها عليها قبل أكثر من شهر، وتعتبر هذه القرية نقطة استراتيجية لأنها تشكل بوابة العبور الى حمص الجنوبية.
ومن ناحية أخرى ذكر إتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي تعرضت لقصفٍ عنيف من مدافع الفوزديكا من الكلية الحربية.
هذا وقد قتل 25 شخصاً نتيجة قصف الجيش السوري لمنطقة حلفايا يوم الجمعة، حسب نشطاء المعارضة. وقال أحد النشطاء ويدعى صافي الحموي لوكالة رويترز بأن مسلحي المعارضة سيطروا على حلفايا لمدة خمسة شهور واتفق على هدنة بين المتحاربين لحماية آلاف المدنيين، ووجهت قوات الأسد إنذاراً للمسلحين بالانسحاب حتى مساء الخميس، وبدأت بقصف المنطقة بعد انتهاء المهلة.
وذكرت شبكة أوغاريت الإخبارية أن 92 جندياً من قوات الأسد في ديرالزور أعلنوا انشقاقهم عن نظام بشار الأسد وانضمامهم إلى الثورة السورية .
ومن جهتها قالت لجان التنسيق المحلية أن قوات الأسد جددت قصفها على أحياء الحميدية، الرشدية، والحويقة، والعرضي، و كنامات و الشيخ ياسين في مدينة دير الزور بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون.
وقالت أخبار مواقع النظام أول أمس إن الطريق الدولي الذي يربط دمشق مع نصيب الحدودي لمحافظة درعا، يتوقع فتحه خلال الفترة القليلة القادمة، وذلك على خلفية الإنجازات التي يحققها الجيش السوري، وخاصة بعد تحرير بلدة "خربة غزالة" الواقعة على جانب الأوتستراد الدولي.
أما تصريحات العقيد أحمد النعمة من داخل خربة غزالة فأكدت أن تكتيكات لجأ إليها الحر بإيهام قوات النظام بنفاذ الذخيرة والانسحاب ليتقدم النظامي ويقع في شرك تم نصبه بإحكام وهو ما رفع معدلات قتلاه ،مطمئناً اهالي درعا بان النصر قادم.
وسط هذا الواقع الميداني دعا السفير الأمريكي في سوريا " روبرت فورد" إلى دعم الجيش الحر بالمساعدات لمواجهة نظام الرئيس بشار الأسد. وكان فورد قد توجه الخميس إلى الحدود السورية- التركية واجتمع مع أفراد من الجيش الحر والمعارضة. كذلك تتسارع مروحة المشاورات الدولية للتوصل الى تسوية سياسية في سورية من عبر تشكيل حكومة انتقالية بدون بشار الاسد، والى حين التوصل الى التسوية يبقى الشعب السوري يقدم أرواحه قرابين على مذبح وطنه.