ما أبهى العفيفات الطاهرات الشريفات حين يعلنّ أنفسهن فوق الشبهات كامرأة القيصر.
فلنستوح من قصة امرأة القيصر حتى نستخلص بعض العبر ونحدد جواز المقارنة.
القيصر الذي نتكلم عنه هو يوليوس قيصر الكبير فاتح حوض البحر المتوسط برمته وحاكم روما.
أما زوجته التي أُطلقت العبارة بشأنها فهي بومبيا، زوجته الثالثة وما قبل الأخيرة.
ففي عام ٦٢ ق.م أقيم حفل ديني في قصر القيصر في روما ولقد تسلل احد الشبان وهو بوبليوس كلوديوس متنكراً بزي امرأة إلى جناح النساء حيث كان يلهو مع بومبيا، زوجة القيصر.
فور انكشاف امر كلوديوس، طلق يوليوس قيصر بومبيا قائلاً عبارته الشهيرة "ينبغي ان تكون زوجتي فوق الشبهات"، وعاد وأعفى عن كلوديوس.
حين اسمعُ اليوم تكراراً من رجال ونساء، سياسيين وصحافيين وغيرهم "أنا كامرأة القيصر، فوق الشبهات" أضحك باشمئزاز. اضحك لان مدعي العفة لم يفهم شيئاً من المقصود بالعبارة الشهيرة التي انتهت بطلاق القيصر لزوجته لانها لم تكن فوق الشبهات تحديدا. وأشمئز لما لمدعي الترفع عن الشبهات من استكبار جاهل يضع نفسه من خلاله فوق الواجبات وفوق المحاسبة.
ولم أرَ في معشر هؤلاء لا نبل ولا قياصرة ونقطة المقارنة الوحيدة الجائزة مع زوجة القيصر حفلات مجون في احتفالات دينية مع من يتنكرون كالرجال حيناً وكالنساء احياناً.