وصلت جائحة كورونا إلى لبنان في شباط الماضي، واضعة البلاد أمام تحديات عدّة وأبرزها كيفية إحتوائها ولاسيّما وأنّ القطاع الصحي يعاني من غياب السياسة الصحية وانعدام المخططات.
ورفعت الحكومة سقف القيود المفروضة لمواجهة "كورونا" الأسبوع المنصرم، إذ فرضت حظر تجوال ليلي لمدّة 10 ساعات على المواطنين وكلّفت القوى العسكرية والأمنية بتنفيذ هذا القرار.
وسجّل لبنان، الثلاثاء، وفاة جديدة بفيروس كورونا، ما يرفع الإجمالي إلى 12 وبلغ عدد الإصابات إلى 442 حالة.
في هذا الصدد، أجرى موقع "لبنان الجديد"، مقابلة مع المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر (غير حكومي)، رونا الحلبي، والتي تحدّثت عن نشاط اللجنة الدولية لمواجهة هذا الوباء تحديدًا في مستشفى رفيق الحريري الجامعي وفي السجن المركزي.
وقالت الحلبي: "اللجنة الدولية للصليب الأحمر تدعم البنية التحتية الصحيّة القائمة في لبنان، منذ 2016، دخلنا بشراكة مع مستشفى رفيق الحريري لنعزّز امكانية وصول الفئات الأكثر هشاشة وضعفًا للحصول على رعاية صحيّة جيدة، كما أنّنا قمنا بنشاطات عدّة داخل المستشفى بما في ذلك إعادة تأهيل قسم الطوارئ. هذه النشاطات، ولو انها لم تكن استجابة لانتشار فيروس كورونا، إلا أنها ساهمت في تحسين قدرة المستشفى على الاستجابة للأزمة الراهنة".
ومضت الحلبي شارحةً: "كما يعلم الجميع أنّ مستشفى الحريري أصبح المركز الرئيسي لمعالجة المصابين بهذا الوباء، لذا قدمنا دعمًا فنيًّا من خلال التوصيات المتعلّقة بإعداد غرفة طوارئ الكورونا وتقسيم المستشفى وفرز المرضى لضمان علاج مرضى الكورونا والمرضى الآخرين بشكلٍ آمن".
وأضافت: "قدمنا إمدادات ومواد ضرورية للمستشفى ولاسيما معدات الحماية الشخصيّة، مثل القفازات والأقنعة وغيرها، بالإضافة إلى الأدوية الشهرية الدورية، كما أقمنا عدد من الندوات للعاملين في المستشفى بهدف التوعية حول الفيروس وكيفية التأقلم مع التوتّر".
أمّا عن نشطات اللجنة مع السجون في لبنان، ردّت الحلبي: "المحتجزون من أكثر الفئات عرضةً لالتقاط العدوى ولاسيما في مرافق الإحتجاز المكتظة التي قد تعاني من سوء النظافة الصحية وتفتقر إلى التهوئة. لذلك، تتابع اللجنة الدولية في لبنان الوضع عن كثب في أماكن الاحتجاز وتقدّم الدعم الفني لسلطات الاحتجاز على مستوى الوقاية من الفيروس والتأهب له. نعمل مثلا مع السلطات في سجن رومية المركزي لتحسين البنية التحتية بهدف تعزيز النظافة فوضعنا مغاسل تسمح العناصر الأمنية بغسل اليدين بشكل متكرر. كما نعمل على تحضير مكان آمن يمكن عزل الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس فيه وتوفير الرعاية اللازمة لها."
وأضاقت الحلبي:" دعمت اللجنة الدولية تنظيم جلسات توعية للمحتجزين وتدريب موظفي السجون على عمليتي فحص الأفراد والكشف عن الإصابات بتيسير من الصليب الأحمر اللبناني".
وختمت الحلبي: "من الضروري عدم وصم الأشخاص المصابين، بل يجب دعمهم وحثهم على طلب المساعدة، فهذا الفيروس لا يفرّق بين شخص وآخر، وبالتكافل والتعاون فقط يمكن تخطي هذه الأزمة".
وأرغمت جائحة كورونا دولًا عدّة على غلق حدودها، تعليق رحلات الطيران، فرض حظر تجول، تعطيل الدراسة، إلغاء فعاليات عديدة، منع التجمعات العامة وإغلاق المساجد والكنائس.