زمن الكورونا في لبنان كأنه زمن الإنتخابات النيابية أو البلدية التي عادة ما تستنفر هذه الانتخابات الأحزاب والقوى السياسية في مختلف المناطق اللبنانية وكل حسب الإنتماءات السياسية والطائفية والحزبية طبعا.
الكورونا اللبناني كشف الكثير وما زال، هذا الكورونا الذي وحّد العالم كله لمواجهته إلا في لبنان لبس الكورونا لباس الطائفية والحزبية من جهة وألبس كثيرا من الإستغلال السياسي حد الإبتزاز، وقد انتشر هذا الاستغلال والابتزاز لدى مختلف الزعماء والأحزاب والسياسيين فكان مرض اللبنانيين ووجعهم هو الآخر مدعاة للاستغلال والاستفادة لدى عدد من الزعامات والاحزاب .
مع توسع انتشار المرض بدأت عراضات التبرعات من النواب ورؤساء الأحزاب ليتبارى هؤلاء على تويتر وفايسبوك من يدفع أكثر؟، وبدأت حملات الشكر والتقديس وهم الذين سرقونا ويتصدقون اليوم علينا، ومر الأمر مرور الكرام لتعود الأحزاب إلى الواجهة من جديد بعد أن انكفأت بفعل الثورة وإنجازاتها، لكنها عادت اليوم، وكيف لا تعود والظروف مناسبة جدا لبدء البيع والشراء في بازار الكورونا وهو المناسبة المثلى للاستقطاب من جديد فبدأت المساعدات والخطط تنهمر على اللبنانيين لكنها وجميعها لا تعبر إلا عن مظاهر دعائية وإعلامية لا تسمن ولا تغني من جوع وبقيت بحدودها الدنيا التي لا تقدم ولا تؤخر.
اقرا ايضا : خطط الأحزاب وتبرعات الزعماء بين الواقع والتطبيق
آخر هذه المشاهد خطة حزب الله الي أعلنها السيد هاشم صفي الدين وطبعا لوجه الله، هذه الخطة التي يراد منها أن تكون إعلامية أكثر وهي حاجة فعلية وأكثر وفي هذا الوقت بالذات إذ أراد الحزب أن يطلقها على ركام الأزمة اللبنانية التي يعتبر أحد أبرز المسؤولين عنها بحمايته لسلطة الفساد والسرقة .
قدم السيد صفي الدين خطته ليقول مجددا "نحن الدولة" وفتح الحزب على حسابه وأطلق من جديد ما يسمى "المقاومة المجتمعية" لنقف مجددا أمام الاستئثار بالسلطة حسب الاهداف والسياسات الخاصة التي لا يستطيع حزب الله تجاوزها فيما كان بالامكان والسهولة أيضا دعم قطاعات الدولة الصحية وتمكينها من مواجهة الفايروس المستجد كورونا.
لقد أخذت هذه الخطة مداها الإعلامي والشعبي الذي يريده حزب الله ولكن ثمة وجهة نظر أخرى وتساؤلات حول مدى شمولها كل لبنان وحول مديات التطبيق على أرض الواقع، هذا الواقع الذي هو بحاجة إلى تقنيات ومستلزمات عينية لا يلبيها الأطباء ولا الممرضون ولا كل الطواقم الكوادر التي شرح عنها مفصلا السيد صفي الدين فيما العجز اللبناني ليس بالكادر البشري بل العجز الواضح والفاضح أيضا هو في المستشفيات وعدم قدرتها على القيام بالرعاية الطبية اللازمة فيما لو انتشر المرض أكثر لا سمح الله، والنقض الابرز هو في أجهزة التنفس بالدرجة الأولى وعدد الاسرّة ومستلزمات الفحص المخبري وغير ذلك مما لم تلحظه هذه الخطة بأي شكل من الأشكال.
إن اللبنانيين لم يكونوا بحاجة إلى هذه المظاهرات الاعلامية والفقاعات الحزبية لا من حزب الله ولا من غيره من الأحزاب، اللبنانيون بحاجة إلى دولتهم ومؤسساتهم التي نهبت وسرقت على يد هذه الأحزاب وبتغطية منها كل حزب بما لديهم فرحون.
ولذلك فإن الخطة البديلة أو الخطة التي تنسجم أكثر مع الواقع يمكن تلخيصها بالتالي :
الهدف :
السيطرة على كورونا ومنع انتشاره في لبنان
السياسات:
1 . متابعة الحجر المنزلي للبنانيين التزاما بمقررات مجلس الوزراء.
2 . القيام بكل الإجراءات اللازمة للوافدين من خارج لبنان لا سيما من الدول الموبوءة بالمرض.
3 . تأمين أجهزة التنفس الإصطناعي بما لا يقل عن 24500 قطعة وتوزيعها على مختلف مستشفيات لبنان.
4 . تأمين مستلزمات الكشف الأولي على الأشخاص المعرضين لاحتمال الإصابة لا سيما أجهزة كشف المرض المتعلقة بقياس درجات الحرارة كخطوة أولى بما لا يقل عن 15000 جهاز وتوزيعها على المستشفيات والصليب الاحمر اللبناني وأماكن الرعاية الاولية كافة.
5 . تزويد المستشفيات والمختبرات بالأجهزة والمعدات والوسائل اللازمة للقيام بالفحوصات المخبرية العاجلة.
مع افتراض وجود 3000 حالة.
6 . رفد المستشفيات الحكومية ومؤسسات الرعاية الصحية لا سيما الصليب الاحمر اللبناني في مختلف المناطق اللبنانية بطواقم من المتطوعين الممرضين تحت إشراف وزارة الصحة والأجهزة الرسمية.
7 . تأمين ما لا يقل عن 15000 سرير احتياطي ويتم إيداعها المستفيات الحكومية والخاصة.
8 . الحرص على أن تكون الإختبارات الخاصة بالمرض مجانية في مختلف المستشفيات والمختبرات.
9. الحرص على تطبيق ومتابعة مقررات مجلس الوزراء لجهة التعبئة العامة وما ينتج عنها من أزمات نفسية وإجتماعية وبطالة وفقر وعوز وتأمين المساعدات العينية والمالية اللازمة للعوائل والمحتاجين على كافة المناطق اللبنانية.