أعلن رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد صفي الدين عن خطة حزب الله الشاملة لمكافحة كورونا وأن العديد في خطة الحزب وصل الى 1500 طبيب و3000 ممرض ومسعف و5000 كادر خدماتي صحي و15000 كادر خدماتي ميداني، أي ما مجموعه العام 24500 شخص مهمتهم الأمور الطبية والصحية.
كما قال صفي الدين حزب الله خصص مبلغ 3,5 مليار ليرة تكاليف تحضير لهذه الخطة.
وحزب الله شأنه شأن بقية الأحزاب والزعماء الذين ظهرت انسانيتهم فجأة وكانت ازمة الكورونا مناسبة لبدء المزايدات التي تصب جميعها في الدعاية اولا واستغلال أزمة اجتماعية خطيرة ثانيا، وما يحصل اليوم أقرب بكثير إلى ما حصل إبان الحملات الانتخابية حيث انهالت الوعود والشعارات والتقديمات وكانت كلها حبرا على ورق.
فيما الواقع الاجتماعي سيء منذ سنوات وساء اكثر بكثير خلال الستة اشهر الماضية ولم يحرك أحد ساكنا بل ذهب الجميع الى حماية الطبقة السياسية الحاكمة عندما خرج الناس الى الشوارع للمطالبة باستعادة الاموال المنهوبة ووقف الفساد والتعديات على مالية الدولة.
إقرأ أيضًا: وفاءُ المقاومة .. سيأكلها؟!!
قال تعالى : (لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
لقد ابتلي اللبنانيون بأحزاب وبمسؤولين امتهنوا استغلال الازمات ووجع الناس في أوقات محددة بينما بإمكانهم من زمن بعيد تقديم العون وإعداد الخطط والبرامج منذ أن وصلت حال اللبنانيين إلى قاع الفقر والإهمال جراء السياسات المتبعة ماليا واجتماعيا من هؤلاء الأحزاب وهؤلاء المسؤولين أنفسهم.
خطة افتراضية على الورق يستطيع أي موظف أن يقدمها ويستغل الشاشات وبساطة الناس وأزمتهم وخوفهم لكي يشرح تفاصيلها بكل ثقة واستعلاء.
الكورونا المرض ليس عدوا بشريا لإعلان الخطط بشأنه ونشر الجنود والعديد وتحديد الجبهات، وما معنى نشر خطط المواجهه بألف وخمسمئة طبيب في حين يعجز الأطباء عن التعامل مع 90 بالمئة من الحالات المصابة؟!
إن معالجة ازمة الكورونا يجب أن تحصل بعيدا عن المظاهرات وكل ما في الامر من ضرورة هو توعية الناس على ضرورة التزام المنازل وتأمين مستلزماتها المنزلية بعد تعطل حركة العمل وإقفال المؤسسات انسجاما مع إعلان التعبئة العامة، مع إقرار رزمة إجراءات لضمان نجاح التعبة العامة، إجراءات تصب في مساعدة جميع اللبنانيين بعيدا عن الانتماءات السياسية والحزبية والطائفية وتنسجم مع الجهود الأخرى التي أعلن عنها لدى الجهات الرسمية على أن تكون السياسات الاجتماعية صارمة لجهة عدم التمييز الحزبي أو السياسي ذلك أن ما عرف عن اجهزة الدولة والمؤسسات الأخرى كالبلديات والتي عليها يقع عاتق الاهتمام بالناس من انحياز كامل للمحاسيب والتابعين كل حسب انتماء البلدية والقوى المسيطرة عليها وهذا ما يعانيه اللبنانيون بالدرجة الاولى.
ما نحتاجه اليوم في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد المزيد من المسؤولية والوطنية والشرعية والاخلاقية بعيدا عن اي استغلال مسيء لأزمة الناس والمجتمع وبعيدا عن أي استغلال سياسي أو حزبي لان البلد أمام مرحلة حساسة وخطيرة تستدعي بالدرجة الاولى حس المسؤولية الوطنية واحترام الآخر .