تتجه الأنظار في الوقت الراهن إلى السجون اللبنانية في ظل تفشي الكورونا ويبقى الخوف الأكبر من أن ينتشر الوباء داخل الزنزانات.
في هذا الصدد، تشير رئيسة الهيئة اللبنانية للعقارات، الاستاذة أنديرا الزهيري إلى أنّ ان معظم السجون في لبنان لا تتوافر فيها الحد الادنى من معايير السلامة العامة والصحية.
وفي حديث للبنان الجديد، تقول الزهيري:"لطالما وعدنا أن يتم إنشاء سجون متطورة تتوافر فيها شروط معايير السلامة العامة الدولية والانسانية بما فيها ذلك ان تتوافر فيها ممرات مؤهلة لتنقل ذوي الاحتياجات الخاصة والمشاغل وغيرها".
وتمضي قائلة:"إذا اخذنا مثال عن تلك السجون سجن رومية ذلك المبنى الذي يقع ضمن منطقة سكانية ناشطة والذي غابت عنه كافة معايير الدنيا للسلامة العامة .
أمّا لجهة النظافة ةالاجراءات الوقائية، توضح:"سواء لجهة النظافة اولجهة بنيته التحتية من حيث الصيانة السليمة للهيكل والهندسة والانارة الشبه غائبة عنها او ادراجه الداخلية المظلمة المهترئة الضيقة والتي تفتقر الى التهوئة الصحيةحيث تنبعث الروائح والعفونة والرطوبة والهريان والتصدعات والتشققات في حيطانه وارضيته وسقوفيته".
وحول خطورة انتقال الكورونا، تشرح:"تشكّل بيئة حاضنة للأوبئة والفطريات والفيروسات المتطورة كالإنفلونزا والأمراض الصدرية، كما أنّ الهواء الداخلي الملوث لهذه الأبنية الحاضنة يؤدي إلى تكاثر حوالي 300 ألف نوع من البكتيريا، منها، ترايكودرما، اكرمونيوم، ايروباسيديوم وغيرها، الأمر الذي يتسبب بمشاكل في الجهاز التنفسي ، ويعرف عن هذه الأعراض المرضية الناتجة عن تنشق الهواء الداخلي أعراض متلازمة مرض المباني والمفترض ان عنبر المساجين يجب ان يحتوي على 50 سجين الا ان الغرفة تحتوي على اكثر من 130 تقريبا، حيث تداخلت الغرف مع الحمامات غير المؤهلة والمراحيض والتي غابت عنها النظافة والتعقيم والمعايير الصحية السليمة.
وتتابع:"علمًا هذه الأبنية باتت تشكّل مصدرًا لإنبعاث الغازات السامة المضرّة بصحة الانسان، ومن شأنها أن تعرّضه لمخاطر كبيرة وتضعف مناعته يمكن ان ينقل من عدوى او امراض متناقلة فيما بينهم او فيما بينهم وبين اهلهم وايضا على العناصر الامنية والعاملين فيه."
وتعتبر:"السجن هو مصيدة لوباء الكورونا الفتاك الذي ينقض على الاشخاص ذات المناعة الضعيفة والذي ينتقل من خلال المسطحات والعدوى المباشرة وغير المباشرة".
وفي سياق المقابلة، تنوه الزهيري بدور نقابتي المحامين في بيروت والشمال على المبادرة بالتنسيق مع وزارة العدل والداخلية من اجل الاسراع في اخلاءات السبيل لاكبر عدد من المساجين التي توافرت لديهم الشروط المطلوبة من اجل تخفيف الضغط على السجون ومحاولة احتواء هذا الوباء وعدم تفشيه وانتقاله بين المساجين وعناصرالامنية والعاملين واهاليهم.
وتختم:"لعل وعسى ان تطبق معايير شروط السلامة العامة وسلامة المباني الصحية ذات المواصفات والمعايير الدولية الصديقة للبيئة والانسان والمطورة باساليب عصرية سليمة".