توقّف السيِّد علي فضل الله عند ما حدث مع أحد السائقين الّذي أحرق سيارته، عندما أقدم رجال الشرطة على تغريمه بسب عمله، فرأى السيد فضل الله أنّ هذه الحادثة هي أصدق تعبير عن الواقع الصعب الذي وصل إليه الناس في ظلّ الحصار الذي يفرضه الجوع والحرمان من جهة، وما يتسبَّب به فيروس الكورونا من جهة أخرى، حيث إنّ ذلك كلّه يمثل ثقلاً ضاغطاً كبيراً على صدور النّاس، وخصوصاً على هذه الطبقة المسحوقة الّتي باتت تمثّل ما يوازي نصف الشَّعب اللّبناني، والتي إن لم تعمل ليومها، لن تتمكّن من تأمين رغيف الخبز لعيالها.
ورأى السيد فضل الله أنَّ هذا الوضع يستدعي تضافر جهود الجميع؛ الدّولة بشكل خاصّ، عبر وزارة الشؤون الاجتماعيّة، والبلديات والجمعيات والهيئات الأهليّة، وكلّ من يستطيع أن يقدّم بدوره العون إلى غيره، من خلال التكافل الاجتماعي الذي ينبغي أن ينشط في هذه الأيّام، لأنّ المشكلة تفاقمت، وباتت الأزمة أكبر بكثير من كلّ المسكّنات التي لا يمكن أن تعالجها، إن لم تعلَن حالة طوارئ اجتماعيّة لمواجهة تداعيات الفقر السلبيّة على الوطن والمواطنين.
وشدّد السيد فضل الله على دور المصارف والسياسيّين ورجال الأعمال وكلّ الجهات الميسورة، في مدّ يد العون والمساعدة إلى الطبقات الفقيرة والمحرومة، بما يتيح لها البقاء في المنازل، انطلاقاً من الواجب الأخلاقي والإنساني، وحرصاً على صحة جميع المواطنين وسلامتهم. ولا بد هنا من تسجيل الشّكر للجمعيات الخيرية التي تسدّ بعض الثّغرات في ظلّ غياب الدولة، ولكن ضمن الإمكانيات المحدودة التي تبقى عاجزة عن تحقيق الهدف المنشود.
ودعا كلّ الخيّرين، ومن لديهم أيّ إمكانيّات، إلى تضافر جهودهم، والإسراع في مساعدة العائلات الأكثر فقراً وحرماناً، حتى نستطيع تجاوز هذه المرحلة الصّعبة التي لم يعد لبنان هو الوحيد الذي يعانيها، بل دول المنطقة والعالم.