لو كان الموسم موسماً إنتخابياً لوجدت كل عملات العالم تُصرفُ في كل شبر من لبنان ولكان الدولار سيّد النتائج اذ لا إنتخابات دون إمكانيات ولا فوز كاسح دون خدمات للأصوات ولا شيء يصح دون الصحيح من العملات الأجنبية وهذا ما يغرق لبنان بسيولة جارفة مهما كانت الظروف الإقتصادية ومهما كانت الصعاب والأزمات تعصف بلبنان فكل الأحزاب تشتري كراسيها ولا تترك شيئًا إلا وتحصيه جيداً كي تفوز في سباق تعدو فيه الأموال أكثر مما تعدو فيه الرجال.
لو أن هناك من يحصي جيداً كلفة الإنتخابات النيابية في لبنان وغيرها من الإستحقاقات الدستورية لوجد أرقاماً تجعل من لبنان بلداً من بلدان العالم الميسور والذي لا يشكو فيه مواطن من وجع الأضراس ناهيك عن الأموال التي كانت تُدفع في الحروب والتي أغرقت البلاد والعباد بكتلة نقدية ضخمة منحته ولسنوات طويلة تأخير الغرق في مياه الفسادين السياسي والمالي .
إقرأ أيضًا: بلديات بأشفار عيوننا
لا حاجة للتذكير في شيء طبيعي في لبنان وهو استخدام الأموال في الشؤون السياسية وهذا من طبع الجميع وليس إدانة لجهة دون جهة أو لطائفة دون طائفة أو لحزب دون حزب فالكل يصرف ما يصرفه كي ينجح في أيّ إنتخاب أو في أيّ إستحقاق ولسنا هنا في موضع الإدانة لإستخدام المال في العمل السياسي وخاصة في المجال الإنتخابي ولكن من باب لفت النظر الى ضرورة الإستغناء عن ظواهر الصور للصغار والكبار وكل ما له صلة بالدعاية السياسية والإنتخابية والحزبية والتطلع الى ضرورة التكفل بالمجتمع وكلٌ في المنطقة التي يهتف باسمها في لحظة إنهيار كامل للجنس البشري اذا ما تمّ لا التطوع فقط بل التدخل الفعلي مالياً وميدانياً لتحمل نفقات كل منطقة من قبل أحزابها والتي كما ذكرت صرفت أموال الله على صورة شخص غير معروف كي يصوت له اللبنانيون تلبية لنداء الزعيم .
يستحق اللبنانيون توفير الدعم لهم من جيوب السياسيين ومن قبل المحتكرين للمسؤولية والذين يعلنون ربوبيتهم لهذا الشعب ويخطبون باسمه ويرفضون مشاركة أحد فيه من خارج الطبقة السياسية ويتهمون كل من يأتي من خارج الطقم السياسي بتهم لا حصر لها وهنا تكون مسؤوليتكم في هذه المرحلة الخطرة ملتمسة لقبضتكم على البلاد والعباد وعلامة مضيئة تُثبت أنكم مع اللبنانيين في الضرّاء لا في السرّاء فقط .
لا حاجة للتذكير أيضاً بأحجام أموالكم المنقولة وغير المنقولة فكل أرصدتكم باتت على كل لسان وهذا وفاء وإخلاص وجزء من مسؤوليتكم فلا تتهربوا منها لأن التاريخ سينصف من كان على قدر اسمه ومكانه ودوره وسينسى اللبنانيون سيئات تجاربكم أمام حسنات دعم الناس في زمن الكورونا .