انتشرت المزيد من التغريدات منذ يوم أمس وصباح اليوم للمزيد من النواب والوزراء لإبلاغ اللبنانيين عن مساهماتهم في الصندوق الوطني لمكافحة كورونا، وذلك بعد أن استفاق لبنان السلطة على أزمة حقيقية تتعلق بالأمن الصحي.
المشهد اللبناني المزري على الصعيد الصحي، والقاصر عن التعامل مع الأزمة المستجدة يذهب اليوم إلى التبرعات من الداخل والخارج بعد أن نهبت أرباب السلطة وأحزابها كل مقدرات البلد، والمشهد السخيف بإعلان النواب والوزراء عن دفع رواتبهم لشهر آذار دعما للصندوق الوطني لمكافحة كورونا وهم أساس السلطة وهم مع أحزابهم وتياراتهم أصل البلاء في إفلاس البلد.
يتبارون اليوم بعراضة سخيفة مقززة على توير ووسائل الإعلام للإعلان عن تبرعاتهم لمكافحة كورونا عم "يربحونا جميلة من جيبتنا" ويمنّون على اللبنانيين سخاءهم وكرمهم واللبنانيون هم ضحاياهم منذ عقود.
اللبنانيون وحدهم ضحايا السياسات المالية التي أدت إلى انهيار الدولة وماليتها وضحايا الفساد المنظم التي تقوده المنظومة الحاكمة بأحزابها وزعاماتها.
وللسادة النواب جميعهم ولأصحاب المعالي من الوزراء لا شكر على واجب لأن أموال اللبنانيين يجب أن تعود إليهم وكفى كذب ومزايدات إعلامية لسنا بحاجة إليها.
أما المشهد المبكي أكثر فهو توزيع الصابون وسوائل التعقيم الذي لجأت إليه بعض الاحزاب في استغلال مسيء لأزمة اللبنانيين ومعاناتهم من خلال دعاية فاضحة أساءت لهذه الأحزاب أكثر مما أساءت للبنانيين.
إقرأ أيضًا: هادي مراد وزيراً و أكثر !!
إن من يجب توجيه الشكر إليه في هذه الأزمة العصيبة هم العاملون والعاملات في مستشفى رفيق الحريري الحكومي وهم العاملون والعاملات في الصليب الأحمر اللبناني وكل العاملين في المجال الصحي في جميع المناطق، هؤلاء وحدهم من يستحق الشكر والتقدير والإجلال والإحترام على تضحياتهم وتفانيهم في العمل خلال هذه الأزمة.
إننا أمام أزمة حقيقية وأمام خطر حقيقي تجب مقاربته بمزيد من الوعي والحكومة والمسؤولية بعيدا عن الاستغلال والمزايدات والعراضات الإعلامية والتويترية وليت هؤلاء النواب يتصدقون بالسر بعيدا عن الرياء والدعاية والمعيب والمخزي أن يكون هؤلاء النواب على هذه الدرجة من الاستغلال لآلام اللبنانيين.
إن موقع لبنان الجديد يتوجه بالشكر والتقدير والإمتنان إلى كل العاملين في مستشفى رفيق الحريري الجامعي والذين أخذوا على عاتقهم أن يكونوا الحصن الأول في الدفاع عن صحة اللبنانيين، كما علينا أن نوجه الشكر والتقدير إلى أبطال الصليب الأحمر اللبناني وكافة المؤسسات الصحية التي تسهر على رعاية اللبنانيين في هذه الأزمة.