انخفض الدولار أمام مجموعة واسعة النطاق من العملات اليوم الاثنين، بعد أن خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة مرة أخرى بشكل مفاجئ.
يأتي ذلك في وقت اتخذت بنوك مركزية كبرى خطوات للتخفيف من نقص الدولار وتوفير سيولة إضافية.
وخفض المركزي الأميركي النطاق المستهدف لأسعار الفائدة إلى ما بين الصفر و0.25% أمس الأحد بتوقيت الولايات المتحدة.
وقال البنك في بيان إن القرار يهدف للتخفيف من الآثار السلبية لفيروس كورونا على النشاط الاقتصادي في المدى القريب.
وأعلن عن شراء سندات خزينة بقيمة خمسمئة مليار دولار وسندات رهن عقاري بقيمة مئتي مليار دولار، وفتح باب إقراض المصارف لحثّها على مساعدة الشركات والأفراد في تخطي تداعيات كورونا.
وتأتي خطوة مجلس الاحتياط الأميركي أيضا بعد أقل من أسبوعين، عقب تخفيضه أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية في تحرك طارئ أخفق في طمأنة المستثمرين القلقين، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنه لم ترافقه خطوات من جانب صناع سياسة آخرين.
ويقول بعض المحللين إن انخفاض الدولار، قصير الأجل على الأرجح لأن نقصه في النظام المالي العالمي يعني وجود طلب مستمر وطويل الأمد عليه في السوق الفورية.
وهبط الدولار 1.2% إلى 106.70 ينات اليوم الاثنين ليفاقم خسائره بعد قرارات المركزي الياباني.
كما انخفض الدولار أيضا مقابل الجنية الإسترليني بنسبة 0.4% إلى 1.2338 دولار، لكنه لم يشهد تغيرا يذكر أمام اليورو مسجلا 1.1126 دولار.
وتراجع الدولار 0.15% إلى 0.9493 فرنك سويسري، وفي الصين ارتفع اليوان قليلا إلى 6.9910 دولارات.
ضغوط
تتنامى الضغوط على البنوك المركزية للتدخل لإعادة الهدوء للأسواق المالية التي اضطربت بفعل أزمة متفاقمة ناجمة عن انتشار فيروس كورونا.
وقال بنك اليابان المركزي في اجتماع طارئ إنه سيشتري مزيدا من سندات الشركات والديون التجارية ويؤسس برنامجا جديدا لإقراض الشركات لينضم بذلك لإجراءات استجابة عالمية لانتشار المرض الذي ظهر في الصين ثم انتقل لعشرات الدول الأخرى وأودى بحياة أكثر من 5800 شخص.
وقرر البنك تقديم قروض جديدة للشركات مدتها عام واحد دون فوائد وزيادة الحد الأقصى لمشترياته من سندات الشركات بمقدار تريليوني ين (18.8 مليار دولار).
وأسعار الفائدة في أوروبا واليابان هي بالفعل عند الحدود الدنيا أي قريبة من صفر أو أقل من ذلك، بحسب ما ذكر بنك قطر الوطني في تحليل له أمس الأول.
تحليل البنك قال إن انخفاض قيمة الدولار أخيرا، يشكل استثناء لما يمكن توقعه في العادة، وأفاد التحليل بأن الدولار الأميركي -كعملة كلاسيكية آمنة- ترتفع قيمته عادة عندما يواجه المستثمرون حالات طوارئ عالمية، ولكن ما حدث هذه المرة يبدو أمرا مختلفا.
واتخذت بنوك مركزية أخرى إجراءات لتسهيل توفير الدولار لمؤسساتها المالية التي تواجه ضغوطا في أسواق الائتمان.
وقررت سلطة النقد (البنك المركزي) في هونغ كونغ اليوم الاثنين خفض أسعار الفائدة بمقدار 64 نقطة أساس إلى 0.86% مع تطبيق الخفض على الفور.
وأمس خفض البنك المركزي في نيوزيلندا أسعار الفائدة من 1% إلى 0.25%، للتقليل من التداعيات الاقتصادية الناجمة عن انتشار فيروس كورونا.