إثر إصابة مدرّب أرسنال ميكل أرتيتا ولاعب تشيلسي كالوم هودسون أودوي بفيروس كورونا المستجد أعلنت رابطة الدوري الإنكليزي الممتاز إيقاف المباريات إلى الثالث من نيسان/أبريل المقبل على أمل انحصار الوباء وتوقف انتشاره السريع.
إيقاف الدوري الإنكليزي الممتاز وإن كان ضرورة ملحة للحفاظ على سلامة الناس فإنه يعتبر كابوساً لعشاق ليفربول خاصة في حال استمراره لما بعد الثالث من شهر أبريل.
إذا استمر وباء كورونا في التمدّد "لا قدّر الله" ستلغى المنافسات في كامل أنحاء المعمورة ولن يستثنى الدوري الإنكليزي من ذلك. فكيف سيكون المشهد الختامي للدوري الإنكليزي الممتاز في ظل استمرار الفيروس ؟ وهل ستعلن رابطة الدوري ليفربول بطلاً لإنكلترا ؟ وهل سيُعتمد الترتيب الحالي في التأهل للمسابقات الأوروبية وعملية الصعود إلى الممتاز والهبوط إلى الدرجة الأولى ؟ أسئلة كثيرة تطرح لدى جماهير البريمييرليغ وكرة القدم الإنكليزية وخاصة عند عشاق ليفربول الذين انتظروا 30 عاماً للتربع على عرش إنكلترا وحين استطاعوا ذلك على أرض الملعب جاءهم الكابوس من الشرق الأقصى وأفسد أحلامهم.
ويرى جميع المراقبين أن تتويج الحمر بلقب الدوري بات مسألة وقت لا أكثر لأن الأمور شبه محسومة على أرض الميدان، بل إن المنافسين وفي مقدمتهم مدرب سيتي بيب غوارديولا اعترفوا بأن الدوري حسم لمصلحة ليفربول ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يخسروا اللقب في الظروف الطبيعية.
لكن ما يحصل في العالم حالياً من ظروف غير مألوفة أجبرت الرابطة على إيقاف المنافسة قبل أن يحسم الريدز مسألة التتويج حسابياً إذ تنقصه 6 نقاط للتتويج رسمياً بلقب الدوري للمرة الأولى منذ 30 عاماً، فماهي السيناريوهات التي سينتهي عليها موسم ليفربول التاريخي؟
السيناريو الأول
استئناف الدوري بعد الثالث من أبريل/نيسان في حال انحصار الفيروس وتراجع انتشاره ليستعيد ليفربول كامل حظوظه في إنهاء المهمة التاريخية التي أنجز جزءاً كبيراً منها حتى الآن وهذا ما يتمناه جميع عشاق الريدز وكرة القدم.
السيناريو الثاني
السيناريو الأقرب للحدوث في ظل الظروف الحالية هو أن تعود عجلة الدوري للدوران بعد الثالث من أبريل/نيسان لكن من دون جماهير بسبب استمرار جهود مكافحة الوباء، وقد يُمنع ليفربول من الاحتفال باللقب مع جماهيره داخل الملعب وخارجه وستتأجل الاحتفالات إلى موعد لاحق.
السيناريو الثالث
في حال استمر الفيروس في الانتشار على نحو كبير ستنهي الرابطة المسابقة عند المرحلة 29 وتعتمد رسمياً الترتيب الحالي ليتوّج ليفربول بطلاً للدوري الإنكليزي الممتاز ويتأهل مانشستر سيتي وليستر سيتي وتشيلسي إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم القادم ويهبط بورنموث وأستون فيلا ونوريتش سيتي إلى الدرجة الأولى.
ورأى الصحفي في صحيفة "دايلي تلغراف" بول هايوارد أنه يجب تتويج ليفربول باللقب للمرة التاسعة عشرة في تاريخه والأولى منذ انطلاق الدوري الممتاز موسم 1992-1993، حتى لو اتخذ القرار بعدم إكمال الدوري.
وكتب هايوارد "إذا انتهى الموسم قبل أوانه، فمن الطبيعي أن يحسم التتويج بحسب النقطة التي وصل إليها قبل التوقف: 29 مباراة من أصل 38، هي مسافة محترمة"، مشدداً بأن "إبطال" موسم 2019-2020 سيكون "هراء".
ورأى أن "تسليم الكأس استناداً إلى موقع الفرق في الوقت الذي اتخذ فيه قرار الإيقاف، سيكون القرار الصحيح أخلاقيا".
ولم يكن موقف المدير التنفيذي لبرايتون، بول باربر، مختلفاً عن هايوارد، إذ رأى أنه في حال "جُمِّدَ" الموسم، فسيكون ذلك غير عادل بحق ليفربول، مضيفاً لهيئة الاذاعة البريطانية "BBC" أن "كل من في اللعبة يقدرون الموسم الرائع الذي خاضه ليفربول، الفريق الرائع الذي يملكه. لكن سيكون من الظلم بالمثل أن يتم تهبيط الفرق إلى الدرجة الأولى على الرغم من بقاء تسع مباريات لخوضها في الدوري الإنكليزي الممتاز".
السيناريو الرابع
السيناريو الأكثر رعباً لجماهير ليفربول هو أن تقرّر الرابطة الإنكليزية لكرة القدم إلغاء الموسم الحالي كاملاً دون تتويج أو هبوط أو صعود أي فريق. وهذا ما ذهبت إليه صحيفة "تايمز" التي أوردت خبراً محبطاً لعشاق ليفربول حيث ذكرت أن الدوري الإنكليزي الممتاز لن يستكمل هذا الموسم وليفربول لن يتوّج بطلاً.
ودعمت الصحيفة رأيها بتصريحات رئيس الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم غريغ كلارك الذي يعتقد أن الدوري الممتاز قد لا يستكمل هذا الموسم معتبراً أن وباء كورونا لن تتم السيطرة عليه قبل شهر حزيران/يونيو على الأقل.
وفي هذا السياق رأت نائبة رئيس وست هام يونايتد، كارين برايدي، أنه إذا تعذّر استكمال الدوري، فإن الحل العادل الوحيد هو أن يعلنوا الموسم "ملغى وباطلا".
وتساءلت برايدي التي يحتل فريقها المركز السادس عشر بفارق الأهداف عن منطقة الهبوط، في مقالة لها في صحيفة "صن" أنه "من يعلم من كان سيهبط أو سيصعد إذا لم يتم خوض المباريات بالكامل؟ إنها ضربة قوية لليفربول الذي يواجه احتمال حرمانه من لقبه الأول منذ 30 عاماً".
ختاماً، من المؤكد أن الأولوية لسلامة الإنسان قبل كل شيء، لكن هل من العدل حرمان ليفربول من لقب طال انتظاره وقدّم كل شيء جميل للفوز به؟ هل سيملك يورغن كلوب الحافز للاستمرار في تدريب ليفربول إذا ما تم حرمانهم من لقب استحقه بجدارة وعمل لأجله لسنوات طويلة؟ بأي عقلية سيعود نجوم الريدز لخوض الموسم القادم في حالة عدم حصولهم على البطولة هذا الموسم؟