الشرط الأساسي: فحص الكورونا غير المتوفّر
تشير ضاهر إلى أنّ الميسورين غادروا ايطاليا. أمّا السفارة، فبحثت عن وسيلة لإجلاء الآخرين بعد إخضاعهم لفحص الكورونا تحسساً منها بالمسؤولية في ظلّ الوباء السائد. "إرسالهم إلى الوطن دون التأكّد من سلامتهم، سيّء لهم ولذويهم وللبنان". لذا عمِلَت السفارة على أن يغادروا على متن طائرة تنطلق من روما وليس ميلانو، يجلسون فيها منفصلين أحدهم عن الآخر بما لا يقلّ عن مسافة متر ونصف بين مقعد وآخر. كان من المفترض إجراء الفحص للمجموعة يوم الإثنين. غير أنّ قرار السلطات المعنيّة جاء صادماً "لم نعد نجري فحص الكورونا للجميع لأنّ كميّة المستلزمات غير كافية". لا يخضع للفحص إلّا المرضى اللذين تبدو عليهم 50% من العوارض، فإمّا يبقون في المنزل أو يذهبون إلى المستشفى. وها إنّ ايطاليا لم تعد تتحمّل الضغط وتفتقر للمعدّات المتوجبّة لمكافحة الوباء. بعد تواصل السفارة مع لجنة الطوارئ في ايطاليا، أتى الجواب "من أراد السفر، عليه القيام به على مسؤوليته".
هاتفت السفيرة وزير الصحة اللبناني حمد حسن وتدخّل رئيس مجلس الوزراء حسّان دياب؛ فتوافقوا على أنّه لا يمكن إجلاء الشبّان دون فحص الكورونا؛ الخطر كبير على المقيمين في لبنان. ارتأت ضاهر أنّه من المستحسن ايجاد حلّ آخر وهو إبقاء الطلّاب وقتاً أطول في ايطاليا، يحجرون على أنفسهم محليّاً بدل أن يُحجروا في بيروت 14 يوماً خصوصاً أنّ عدداً كبيراً منهم قادم من شمالي البلاد. تستطرد: "قد يحمل الشبان الصغار الفيروس وينقلونه من دون أن يدركوا. فحص الحرارة ليس المعيار الأمثل. يمكن أن يكون الفرد مصاباً دون حرارة ظاهرة. وقد تأتي نتيجة فحص الكورونا سلبيّة في الأيام الأولى لتصبح ايجابيّة لاحقاً. عودة الطلّاب قد تنقل العدوى لأجدادهم وذويهم خصوصاً أنّ المنازل مختلطة في لبنان، وحجرهم بطريقة صحيحة ليس مضموناً".
رسالة إلى أهالي الطلّاب
توجّه السفيرة رسالة إلى الأهالي القلقين على مصير أبنائهم مطمئنة: "أولادكم أولادنا والجالية عائلتي الكبرى. أبواب السفارة مفتوحة لهم وعلينا سويّاً أن نحافظ على لبنان من الفيروس. هنا، تَبَرَّعَ أطبّاء محليّون بمساعدتنا عند الحاجة. ضَعوا أيديكم بأيدينا. تواصلوا مع أبنائكم عبر Skype وFaceTime واطلبوا منهم البقاء حيث هم. إنّها ظروف استثنائية نعيشها جميعاً. لديّ أولاد، وأنا هنا لكم كأمّ وشقيقة وسفيرة. وعلينا أن نحافظ من موقع المسؤولية على الجميع دون مخاطرة". تستكمل: "علينا الحدّ من الاستخفاف بموضوع الكورونا. حالة رعب تسود في ايطاليا ولا أفهم كيف أنّ اللبنانيّين يتنزّهون على الروشة والمنارة. الطريقة الوحيدة لمنع تفشي الفيروس هي عدم الإختلاط. في ايطاليا يختارون اليوم من يعيش ومن يموت بسبب قلّة أعداد أسرّة الأوكسيجين وهم يعطون الأولويّة في الطبابة لمن له قابليّة البقاء على قيد الحياة".
تضامن الجالية
تلحظ ضاهر تفاعلاً جميلاً من قبل الجالية اللبنانية في ايطاليا، "سيتكفّل أشخاص بتأمين خدمات توصيل المواد الغذائيّة للطلّاب الذين لم يعد باستطاعتهم تناول الطعام في كليّاتهم".