تحدي الفيروس الخطير يواجهُ بما تبقى من إمكانيات لدى الجهات المختصة في المصحات المجهزة لإستقبال أعداد محدودة من المصابين في ظل دعوات تحذيرية وتدبيرية هزّت اللبنانيين وجعلتهم حيارى فوضى غذائية أكلت مخازن التجار وزادت من أرباحهم الفاحشة وجعلت السلعة الغذائية بقيمة متجاوزة أضعافاً لقيمتها الفعلية والحقيقية تحت ذريعة صعود الدولار الى مرتبة عالية تدنّت معها مستويات الليرة اللبنانية .
يبدو أن الفوضى الغذائية والجوع اللبناني الذي لا حدّ له والذي يبرز بإستمرار في الأزمات المفتعلة ليس صنيعة فيروس كورونا بقدر ما هو صنيعة فيروس سياسي أسوأ من الجرثومة الصينية الوافدة إلينا وإلى العالم كونه يقضي على كل شيء حتى الأحلام تصبح كوابيساً ويتم سجن الناس في مخاوف غير منتهية طالما أن عدواً جديداً جاء ليفتك بالعجزة والمسنيين وأصحاب الأمراض المستعصية ويضر بصحة الناس وسلامتهم لذا وجُبت حمايتهم منه بالأمصال المطلوبة والأسرّة المجهزة وبالتدابير التي تحصّن البيئة السليمة ولنشر وعيّ صحي متصل بتعاليم منظمة الصحة العالمية .
اقرا ايضا : كورونا الدولار لا يواجه بكمامة
ثمّة حالات محدودة لفيروس استدعى حالة من الطوارىء شُلت معها البلاد وتحوّلت المولات الى مخازن في بيوت الناس وثمّة دعوات جديدة للوقوف ضدّ شر الكورونا الصيني وهذا ما قطع الطرق على دعوات التحرّر والتحرير من النظام السياسي ومن مزارعه وهذا ما ترك الأزمة الإقتصادية مفتوحة على صعود مدرجي لا مجال لمدى رؤية تحليقها في بلد باع فيه من باع واشترى فيه من اشترى وفي ظل وعود سياسية حتى لا نقول حكومية لأن أصحاب المسؤولية لا قدرة لهم على إجتراح حلّ واحد لا حلول طالما أنهم السبب المباشر لأزمة بلد وسلطة و شعب ومشكلة دولة تجمع هؤلاء في إطارها على إنقسام خارجي حاد وعلى تحاصص داخلي لكل شيء من البابوج الى الطربوش .
لم تعد الخطابات الرنّانة تشبع الجائعين الباحثين عن رغيف خبز يتقاسمونه طيلة إقامة فيروس كورونا في بلدنا لا كمستجمم بل كملحد جديد للفقراء ولم تعد تعاويذ الشيخ تُذهب اللعنات والملعونيين ولم تعد خزعبلات السياسيين تغري أحداً من الأتباع طالما أن كورونا يتصيدهم ولا يتصّيد قيادات العمل السياسي و رموز الثورة وكبار أسنان القوم من نواب محاطين بحراسة شديدة من الأموال التي تكفي للفوز ضدّ أيّ معركة مع كورونا أو غير كورونا ومع وزراء قدماء وجُدُد يحوّلون الفيروس الى مجرد صورة لإستخدامات متعددة .
أطال الله بأعمار المكثرين من الكلام من أصحاب المسؤولية الشرعية والتشريعية والتنفيذية والمقلين منهم فهم الضمانة الأكيدة لبقاء لبنان وعزاؤه بشعب يفهم جيداً ما يتوجب عليه من دعوات لحماية من حماهم الله .