وشدّد على أنّ "لا مانع أن ينتقد أي منتقد، لكن يجب الإبتعاد عن أي لغة تثير الأحقاد. نحن أمام معركة إنسانية بالكامل، والتأكيد على المسؤوليّة الإنسانيّة والأخلاقيّة في هذه المواجهة، وما أريد أن أضيفه هو المسؤوليّة الشرعيّة الدينيّة". وفسّر "أنّنا في لبنان مسلمون ومسيحيون وحتّى لو لك يكونوا متديّنين نؤمن بالله والقيامة ويوم الحساب. المسلمون والمسيحيون يعرفون أنّ الله أمر في تعاليمه بالحفاظ على النفس البشرية وإعتبرها أعلى شيء في القيمة"، مشيرًا إلى أنّ "الحفاظ على النفس البشرية هو في أعلى سلّم الواجبات، وإذا كنّا نؤمن بيوم الحساب فيجب أن نخاف الله ونحن نخوض هذه المعركة".
إلى ذلك، رأى نصرالله أنّ "الواجب الحفاظ على نفسك وحياتك وسلامتك وعائلتك وسلامة الناس من حولك. هذا واجب ديني آلهي شرعي، وهذا الواجب ستسألون عنه يوم القيامة ومن يتخلّف عنه يرتكب معصية ولا يدخل في دائرة المستحبّات". وركّز على أنّ "هذا الرادع الديني من أقوى العوامل المساهمة في الإنتصار بهذه المعركة. في هذه المواجهة، نحتاج إلى الشفافيّة والصدق، وأي شخص في لبنان يشعر أنّه أصيب بهذا الفيروس أو ظهرت عليه العوارض يجب أن يكون صادقًا وأن يكشف عن الأمر للجهات المعنية ويذهب إلى المستشفى ويخضع للفحص وإلى الحجر الصحي المنزلي. هذا ليس أمرًا مستحبًّا بل واجبًا عقلًا وأخلاقًا ودينًا وشرعًا. التستر على هذا الأمر معصية لأنّه يؤدي إلى القتل".
وأكّد أنّ "المُصاب يجب أن يكشف عن ذلك، ومن يعلم لا يجب أن يتستر"، منوّهًا إلى "أنّني أريد أن أشهد أنّ وزارة الصحة العامة منذ اليوم الأوّل كانت شفّافة، وكلّ ما قيل عن وجود حالات تمّ التستر عليها من قبل وزارة الصحة أو "حزب الله" غير صحيح، وهو كذب وإفتراء". ووجد أنّ "أكبر كاذب في معركة "كورونا" هو الرئيس الأميركي دونالد ترامب"، مشدّدًا على أنّ "أهم نقطة بالتدابير المتّخذة للحدّ من انتشار "كورونا" هو البقاء في المنزل ببساطة والخروج عند الضرورة ويُمكن الصلاة في المنزل، ولا تقول أنك ضجرت واعتبر نفسك بحالة حرب. التدابير الوقائيّة ستسري حتّى على مراسم تشييع الشهداء".
كما أشار نصرالله إلى أنّ "الأطقم الطبيّة والإسعافيّة هي في الخط الأمامي، وأتمنّى على الحكومة أن تنظر بشكل إستثنائي لدعم طاقم "مستشفى بيروت الحكومي"، وأي صرف يجب أن يؤجّل لصالحهم، ويجب التفكير بهديّة إضافيّة لأنّ حجم المخاطرة والضغط أكبر من الظروف العاديّة"، معلنًا "أنّنا نضع كلّ إمكانيّاتنا وكادرنا الطبي والصحي وكل ما نملك من طاقة بشريّة ومؤسّسات وإمكانيّات ماديّة في تصرّف الحكومة ووزارة الصحة".
ودعا إلى "إعطاء الأولويّة المطلقة بهذه المعركة من قبل الدولة والشعب ووسائل الإعلام ومؤثرين"، موضحًا أنّ "خطة إعلان الطوارئ مسؤوليّة الحكومة، ويجب البحث عن بديل للناس الّتي ستصبح بلا رواتب، هذا جزء من المعركة. إذا عالجنا الجزء الأوّل وتجاهلنا هذا الجانب، قسنذهب إلى الخسارة في الجانب الاجتماعي وفي مواجهة انتشار الفيروس".
من جهة ثانية، دعا المصارف إلى أن "تتصرّف بمسؤوليّة"، متوجّهًا إليها بالقول: "لديكم أموالًا طائلة وجنيتم أرباحًا هائلة والآن يجب أن تتحمّلوا المسؤولية. أنتم أوّل من يجب أن يمد يد العون للحكومة وللقطاع الصحي وللتكافل الإجتماعي من أجل أن يصمد الناس وينتصر البلد". وركّز على أنّ "في الموضوع المالي والاقتصادي، إنّ حكومة حسان دياب قبلت أن تتحمّل المسؤوليّة وأعلنت أنّ أولويّتها الإنقاذ المالي والاقتصادي وهي عاكفة على هذا الأمر، وما زالت تحتاج إلى وقت حتّى تنجز خطّتها. بالنسبة إلى موقف "حزب الله"، نحن لم نقدّم خطّة للحكومة. نحن لدينا خطّة ورؤية وأفكار وناقشنا خلال سنوات ولكن لن نقدم خطة"، مبيّنًا أنّ "الّذي يجب أن يقدّم خطّة هو الحكومة، ونحن لسنا مسؤولين وليس صحيحًا أن نحمل مسؤوليّة من هذا النوع. يجب أن نكون أمام خطّة تشاركيّة".