أكدت افتتاحية لصحيفة واشنطن بوست اليوم أن كورونا أزمة حقيقية وأن هذه لحظة للحديث بوضوح عن هذا الفيروس الجديد، وأوصت بعدم الذعر منه وفي الوقت نفسه عدم تجاهله، لافتة إلى أن هناك سببا للقلق وأن حدوث خلل كبير أمر لا مفر منه.
 
وقالت الصحيفة إن الاستعداد الذكي يمكن أن يخفف من المخاطر، ويجب أن يكون هذا الاستعداد مسؤولية كل منا، سواء نبهتنا إليه الحكومات أو أماكن العمل أو الخبراء أم لا، وألا ننتظر انطلاق أجراس الإنذار.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن الفيروس معد وقد ينقل بواسطة شخص بدأ يشعر بأعراضه للتو، وتشير دراسة جديدة أيضا -لم تراجع بعد- إلى أن الفيروس قد يتكاثر في الحلق وكذلك في الرئتين مما يعني أن السعال يمكن أن ينشره بسهولة، ولذلك نحن بحاجة إلى معرفة المزيد عن هذا الفيروس والمرض الذي يسببه.
 
واعتبرت الصحيفة أنه ليس من السابق لأوانه البدء بمباشرة تباعد اجتماعي قوي وحذر وتجنب التزاحم الشديد، وينبغي أن تتحول أماكن العمل قدر الإمكان إلى مؤتمرات بالفيديو وتجنب الاجتماعات الكبيرة ومشاركة الطعام، وإذا كان بالإمكان العمل من المنزل فبها ونعمت.
 
وينبغي إعادة النظر في كل التجمعات الاجتماعية الكبيرة غير الضرورية وتأجيلها إذا أمكن. ويمكن أن تستمر الأنشطة الرياضية دون مشجعين، ولكن قد تكون هناك ضرورة لتأجيل الحفلات الموسيقية. ويمكن أن تستمر الحملات السياسية دون تجمعات. وقد ثبت أن سفن الرحلات البحرية تتحول إلى حاضنات للفيروسات، ولذلك لا ينصح بالقيام برحلة بحرية في عطلة الربيع.
 
ويشكل السفر بالطائرة مخاطر إصابة أعداد كبيرة من الناس، فإذا لم تكن مضطرا للسفر بالطائرة فلا تفعل. وإذا كنت مريضا فالزم بيتك حتى لا تؤذي الآخرين. وإذا كنت صاحب عمل فاستمر في دفع رواتب العاملين الذين يفعلون الصواب ويلزمون منازلهم عندما يمرضون.
 
ومع أن التصويت مهم جدا لسلامة الديمقراطية ولكن يمكن تنظيمه لتقليل مخاطر العدوى. أما المدارس فهذه مسألة صعبة لأنه قد يثبت أنها من أسباب انتقال العدوى، ولكن إغلاقها يعني قطع الوجبات عن الطلبة المحتاجين وإرهاق حياة الآباء، بما في ذلك الممرضون والأطباء وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية. وإذا أبقيت المدارس مفتوحة فيجب تطبيق تدابير صارمة.
 
وعن النظافة الشخصية ترى الصحيفة أنها لن تحل كل شيء ولكنها مهمة. فبالإضافة إلى غسل اليدين يجب تجنب لمس الوجه واتباع آداب العطس والسعال. وبما أن كبار السن أكثر عرضة للخطر بشكل خاص، وفقا لدراسات مبكرة للفيروس، لذلك يجب بذل جهود استثنائية لحمايتهم من العدوى المحتملة.