عقد الجسم الطبي في المركز الطبي في الجامعة الاميركية في بيروت (AUBMC) اجتماعاً على ضوء الحكم الصادر في قضية الطفلة إيلا طنوس ضدّ المركز الطبي للجامعة والدكتورة رنا شرارة.
وابدى المجتمعون عن تحسسهم وتعاطفهم مع الطفلة إيلا طنوس وعائلتها، وبعد الاطلاع على حيثيات الحكم والملابسات الطبية التي رافقت هذه القضية قررالمجتمعون ما يلي:
أولاً: تعلن اللجنة دعمها القاطع والمطلق للدكتورة رنا شرارة، لتفانيها بعملها مع مرضاها عامةً، والأهم من ذلك لإنقاذ حياة الطفلة إيلا من مرض يتضمن معدل وفيات يفوق 70٪. ويؤكد المجتمعون انه خلال انقاذ حياة ايلا اعتمدت الدكتورة رنا شرارة والفريق الطبي على أعلى القيم والمبادىء الاخلاقية التي تحكم ممارسة الطب. لكن إيلا كانت قد تعرضت لبكتيريا في دمها تطلق عليها اسم (Strep Pyogenes) والمعروف عنها انها تسبب الغرغرينا المحيطة المتماثلة (Symmetrical Peripheral Gangrene) والتي تؤدي بدورها الى البتر. بالرغم ان هذه النتيجة المدمرة للبكتيريا ليست شائعة، انما سجلت حالات عديدة منها عالمياً.
ثانياً: بدورنا كأطباء، نعتبر انّ قرار المحكمة في هذه القضية جائراً وضارًا بالممارسة المستقبلية للطب في لبنان، إذ فشل في التمييز بين الخطأ الطبي والمضاعفات المتعلقة بالمسار الطبيعي للمرض المدمر والخطير. وعليه فإن هذا الحكم الصادر يجعل الطبيب مقيّداً في تقديم الرعاية للمريض وٲكثر تحفظاً بعلاج الامراض الشديدة الخطورة تفادياً لما حصل مع الدكتورة رنا شرارة.
ثالثاً: يرى المجتعون أنّ هذا الحكم هو من اكثر الاحكام الجائرة وغير العادلة وسيكون له تداعيات شديدة على ممارسة الرعاية للحالات الحرجة في لبنان وسيؤدي ايضاً الى ٳبعاد الاطباء المؤهلين بالمعاييروالقدرات العالية عن معالجة الحالات الاكثر خطورة، مما يهدد بترك تلك الحالات تحت رحمة القائمين على المستشفيات بقدرات اقل.
رابعاً: لقد استند هذا الحكم على قانون قديم قائم، لا يتماشى مع قوانين سوء الممارسة الطبية المعتادة في جميع أنحاء العالم. إذ من خلاله تمّ التعامل مع الأطباء كمجرمين بواسطة نظام قانوني.
خامساً: إن المجتمعين يقفون مع إدارة المركز الطبي في الجامعة الاميركية في بيروت والى جانب الدكتورة رنا شرارة في إحالة الحكم الصادر إلى محكمة الاستئناف لاستعادة العدالة الفورية في هذه القضية.
وأخيراً يدعوا المجتمعون جميع القيّمين على ممارسة الطب في لبنان والسلطات التنفيذية والتشريعية إلى البدء بحملة إصلاح شاملة للقوانين واللأنظمة ذات الصلة بممارسة الطب وتقديم الرعاية الصحية، بما في ذلك قانون الممارسات الطبية الخاطئة، وحقوق المرضى وممارسي الرعاية الصحية.
لأكثر من مئة وخمسين عامًا، كان المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت ولا يزال يواصل مكانته الطبية الأكاديمية الرائدة في لبنان والمنطقة وسيستمرفي تقديم الرعاية المتفوّقة التي تركّز على المريض والتعليم المتميّز والأبحاث المبتكرة.