يبدو أنّ رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب لا يختلف كثيراً عن أسلافه في هدر الوقت، ونثر الوعود الخلّابة، فبعد الوقت الذي أضاعه رئيس الجمهورية باستمهال التكليف، وبعده الوقت الذي أضاعه رئيس الحكومة الجديدة دياب في التأليف، داهمت استحقاقات اليوروبوند الجميع، وبدل كسب الوقت والتّفاوض مع حمَلَة سندات هذه الاستحقاقات، والذهاب للّملاذ الوحيد المُتبقّي للّبلد المنكوب، وهو صندوق النقد الدولي الوحيد الذي يمكنه ( رغم التّهويلات بشروطه ومطالبه الصّعبة والشّاقّة) أن يُنقذ ما يمكن إنقاذه من هذا الخراب العام والإنهيار التام على كافة المستويات، يخرج اليوم رئيس الحكومة على اللبنانيين بإعلان لبنان دولة فاشلة، تتخلّف عن سداد التزاماتها وديونها، دون أية ملامح لحلولٍ واعدة، أو خُطّةٍ واضحة، سوى الرضوخ والانصياع لإرادة حزب الله وخّطته الإقليمية( والمدعومة بالطبع من الرئيس نبيه بري)، بعدم دفع الاستحقاقات المالية لأصحابها، وعدم الذهاب إلى صندوق النقد الدولي لإغاثة الأوضاع الاقتصادية والمالية، ومحاولة حماية ما تبقّى من قيمة للّيرة اللبنانية، التي تذوي مُتهالكة يوماً بعد يوم أمام تِنّين الدولار، وآثر بدلاً عن ذلك نثر الوعود الإصلاحية الفارغة، والتي يبدو أنّ دونها خرطُ القتاد، وأنّها ستذهب مع الرّيح كما سبق أن ذهبت جميع الوعود التي كانت تُوزّع شمالاً ويميناً طوال خمسة وعشرين عاما، عبر البيانات الوزارية التي كانت تُتلى تحت قبّة البرلمان، وتنتهي بمطرقة الرئيس بري: صُدّق، صُدّق، ليتبادل بعدها المُتحاصصون الفاسدون قُبَلَ التّهاني، ولتُفتح بعدها جيوب المسؤلين وأتباعهم لتمتلأ بأموال الشعب اللبناني، وفوقها أموال سندات الخزينة العامة واليوروبوند، وتُطيح فيما أطاحت بأموال المودعين في المصارف،
بعد تشريع عمليات نهب المال العام والاثراء غير المشروع، والسّرقات الموصوفة.
اقرا ايضا : موقع Assasmedia.. نيو جعجع أم نيو مشنوق
سأل رجلٌ أبي حنيفة فقال: إذا نزعتُ ثيابي ودخلتُ النهر لأغتسل، فإلى القِبلة أتوجه أم إلى غيرها أفضل؟ فقال أبو حنيفة: الأفضل أن تتوجّه إلى ثيابك لئلا تُسرق.
ما على اللبنانيين في ظلّ حكومة دياب، سوى المحافظة على ما تبقّى على أجسادهم من دِثار، وتلاوة قول الله تعالى: فإنّ مع العُسر يُسرا، إنّ مع العسر يسرا. ( سورة الشرح، ٦).