على الطريقة اللبنانية .. تحشر القوى السياسية نفسها دائماً .. وتبتدع الحلول في الربع الساعة الاخير ، هكذا تعلق مصادر متابعة على مسار المشاورات والاتصالات حول تشكيل الحكومة العتيدة ، التي يبدو انه قد احكم ربطها بقانون الانتخاب الموعود ، هذا القانون الذي صار في أفواه السياسيين كالذي يعلك  الهواء لاسكات عصافير معدته  . كيف ستشكل الحكومة !! ورئيس مجلس النواب نبيه بري رمى بالأمس  سهامه يمنة ويسرى ، تجاه من يوصفون انفسهم بالوسطيين لتطال رئيس الحكومة المكلف تمام سلام بالدرجة الاولى ، ورئيس الجمهورية ميشال سليمان ، مستهزئا وان بشكل مبطن بهذا النادي المحظوظ الذي اسمه الوسطية ومطالبا بقبول انتسابه اليه . فتشكيل الحكومة يجب أن يتم بحسب أحجام تمثيل الكتل النيابية ، وبالتالي ماذا يمثلون هؤلاء الذين يفاخرون بوسطيتهم امام أحجام  القوى الاخرى في البلاد ؟؟ يقولها الرئيس بري بصراحة .. وها هو الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يلاقي الرئيس بري ويدعو في خطابه عصرامس الى تشكيل حكومة بحسب الأحجام النيابية ، 
 رافضا المشاركة بأية حكومة لا تلبي هذا الامر . وقد ردت مصادر في ١٤ آذار على سهام  
الرئيس بري  ضد الوسطيين بقولها : الم يسم الرئيس بري وفريقه السياسي الرئيس تمام سلام كما سمته قوى ١٤ آذار ، والم يعلن حينها انه يلاقي خط الاعتدال والوسطية الذي يمثله النائب وليد جنبلاط  
بهدف إنقاذ البلاد ، بتسميته لسلام ؟؟...وتضيف هذه المصادر متسائلة : ما معنى مهاجمة الوسطية الان ؟؟ . وتبعا لهذه الأجواء المحتدمة يكون منطق معادلة الثلاث ٨٨٨ الذي طرحه الرئيس المكلف خلال الايام الاخيرة ، قد أجهض قبل ان يطفو رسميا على السطح ، وقبل هذا الطرح  رفضت أيضاً كل الصيغ التي تم تداولها او تسريبها .. وبالتالي ماذا يمكن ان يفعل الرئيس سلام  الذي عاد وجدد تأكيده امس رفض إعطاء الثلث الضامن لأي طرف ، لانه يجسد 
ممارسة لا سند قانونيا او دستوريا لها ، وأثبتت عدم جدواها في الماضي ، وعزا التأخير في عملية التأليف الى المنسوب العالي من انعدام الثقة بين مختلف القوى السياسية الموروث من السنوات الماضية ...ولوح سلام باتخاذ الموقف المناسب عند تلمسه انعدام الرغبة في تسهيل مهمته 
 وانه لن ينتظر طويلا ...
وعليه ، وأمام ضيق هامش الوقت الذي يفصلنا عن الخامس عشر من ايار ، موعد عقد الجلسة العامة لمجلس النواب التي دعا اليها الرئيس بري من اجل البت بقانون الانتخاب ، هل سينتظر 
الرئيس سلام انقضاء هذه الجلسة وهي عمليا جلسات لانها ستتواصل لأربعة ايام متتالية ، ليحدد
مصير حكومته ... ام انه سيلجا - كما تسرب أوساط سياسية عليمة - الى خيار أحادي يضع كل الأفرقاء امام الامر الواقع ؟؟؟ 
ليس أمامنا الا انتظار الايام القليلة المقبلة ، لتبيان ما ستكون عليه الامور خصوصا وأننا امام فريقين : هذا يقول انه يريد الثلث الضامن لضمان حصول الانتخابات وعدم التمديد للمجلس النيابي ، وذاك يقول انه لا يجب السماح بإعطاء الثلث الضامن لاحد ، لضمان حصول الانتخابات وعدم التمديد للمجلس النيابي ... وبين ما يقال وما يضمر ... تعيش الكثير من الشياطين