موقع Assasmedia هو موقع إلكتروني جديد يرعاهُ ويُموّلهُ وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق، وأول ما يلفت النظر هو ثُلّة الكُتّاب مُتعدّدي المذاهب والإتجاهات، الذين يجتمعون على مُهمّة "مُقدّسة" تتركّز على تهشيم صورة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري( بهمّةٍ ونشاطٍ زائدين)، بهدف إعدام تجربته السياسية، والتّبشير بنهاية الحقبة الحريرية التي ورثها عن والده المرحوم رفيق الحريري، بالإضافة لمُهمّة أخرى هي مهاجمة حزب الله والنّيل من سمعته صُوريّاً ولفظياً، وهذا جارٍ على سُنّةٍ استنّها الوزير المشنوق، عندما كان مُتولّياً على وزارة الداخلية، يُهاجم حزب الله إعلاميّاً ولفظيّاً كلما دعت حاجة شدّ العصب "السُّني" بوجه العصب "الشّيعي" من جهة، وعقد أفضل العلاقات الودّية مع قادة الحزب الأمنيّين من جهةٍ أخرى، الاّ أنّ آخر ما تفتّقت عنه عبقرية بعض كُتّاب الموقع هو مهاجمة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ومحاولة النّيل من نهجه السياسي والأمني والعقائدي ( مقالة للكاتب محمد بركات، نيو جعجع..تحييد حزب الله ومعابره العسكرية)، فقد ذهب بركات إلى أنّ جعجع كان يُحاول في جلسةٍ خاصة عقدها مع مندوبي المواقع الإلكترونية اللبنانية في معراب، في الثالث من شهر آذار الجاري، أن "يُحيّد" حزب الله عن صراعات البلد المتفاقمة، والتّوقّف عن المطالبة بنزع سلاحه، أو كما يقال وقف الإشتباك السياسي معه، أو "ربط النزاع معه""، كما كان يحلو لتيار المستقبل أن يُوصّف مرحلة حواره مع حزب الله بحُجّة ربط النزاع معه، ليقفز بعد ذلك الكاتب بركات لاستنتاج أنّ جعجع يرمي من وراء ذلك للتّفكير بكرسي قصر بعبدا، وهذا ما يُبرّر ،حسب الكاتب، تلك المهادنة التي ينزع الدكتور سمير جعجع إلى نسجها مع الحزب الذي لا يمكن الوصول إلى تلك الكرسي دون أخذ رضاه ومباركته.
بدون أيّ سجالٍ مع الموقع وكُتّابه، غير المجدي في هذه الأيام الصعبة، وأنّ ما يمكن استخلاصه واستنتاجه من كلام الدكتور سمير جعجع في جلسة معراب تلك، أنّه كان يحاول تقديم المعالجات الإقتصادية وإعطائها الأولوية القصوى لإنقاذ البلد ( الموضوع اليوم في غرفة العناية الفائقة)، وأنّ العلاج هو مسؤولية جميع اللبنانيين( وربما في مقدمتهم حزب الله)، لانتشال البلد من الجحيم الذي ألقته فيه هذه الطبقة السياسية الفاسدة، التي ما زالت تمسك بتلابيبه، العلاج المالي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي هو فرضُ عينٍ كي يبقى وطنٌ يعيش فيه مواطنون تتوفر لهم فيه مقومات العيش الكريم، مع الإطمئنان لحاضرٍ آمن، ومستقبلٍ واعد، وبعد ذلك يمكن إعادة طرح المسائل الشائكة، وفي مقدمتها سلاح حزب الله، وارتباطات الحزب الإقليمية والدولية والداخلية، ذلك أنّ الجراح الثّخينة التي أصابت جسد لبنان جرّاء سياسات حزب الله المتحالف مع التيار الوطني الحر خلال العشر سنوات الماضية، وأدّت للخراب المالي والاقتصادي والاجتماعي، والتي تُنذر باضمحلال الدولة واحتضارها، لا يمكن مداواتها بفتح مواقع إلكترونية، ولا بمحاولات العودة إلى مقاعد الحكم ببعض التّهجمات الشخصية والأساليب الملتوية.
يبقى أنّ أفضل ما على كاتب مقالة "نيو جعجع" أن يعترف ويُقرّ بأنّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ما زال على حاله منذ خروجه من سجن النظام السوري، وعسى أن يكون "نيو مشنوق" على حالٍ أفضل ممّا كانت عليه حاله عندما كان في مقاعد الحكم الذي أودى بالبلد إلى الانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي القائم، والتي يبدو أن لا حيلة لأحدٍ في الخروج من مهاويه وجحيمه.