ما زالت قصة المريض في مستشفى المعونات - جبيل، تتوالى فصولاً بعد ردود الأفعال والتباين الرسمي الذي حصل قبل صدور نتيجة الفحص الإيجابية. ما جرى بالأمس يطرح أكثر من سؤال، كبرت الكرة ومعها كبرت هواجس الناس وخوفهم من أن يصبح الفيروس في مرحلة الانتشار لا سيما أن الإصابتين الجديدتين اللتين سُجلتا بالأمس هما في مدينة شقرا الجنوبية ومدينة جبيل. أثارت هذه المعطيات تساؤلات عديدة، هل نحن في صدد مواجهة حالات متزايدة في الأسابيع المقبلة؟ وماذا عن الأشخاص الذين جلسوا معهم قبل أن يعرفوا بنتيجة فحوصاتهم؟
لم يُنقل المريض ر.خ ( 56 عاماً) من مستشفى المعونات الى مستشفى الحريري، حالته الصحية لا تسمح له بذلك. هو اليوم في العناية الفائقة يتلقى العلاج اللازم بينما تناقش اللجنة الطبية مع وزارة الصحة ومستشفى رفيق الحريري إمكان نقله الى الحريري. لم يكن المريض وعائلته يتوقعان أن والدهم يحمل فيروس كورونا، لكن سرعان ما قطعوا الشك باليقين بعد صدور نتيجة الفحص الإيجابية.
برأي ابن المريض أنه "بعد عودة والدي وشقيقتي من مصر في 21 شباط، لم يظهر عليهما أي عارض صحي لمدة أسبوع. حتى أن شقيقتي سافرت إلى دبي وأجري لها فحص كورونا هناك وكان سلبياً. لكن بعد مرور أسبوع على عودتهما، شعر والدي بألم في صدره وضيق في التنفس، فتوجهنا به إلى المستشفى ظناً منا أن المشكلة في القلب لكونه يعاني من الضغط، بالإضافة الى الفحوصات الأخرى للتأكد من عدم وجود إلتهاب كونه كان يعاني من رشح بسيط. مكث والدي يومين في المستشفى في غرفة معزولة لأنه يعاني من التهاب في الرئة، وبما أنه لم يظهر تحسناً في صحته، قررنا إجراء فحص كورونا الذي تبيّن أنه إيجابي".
و"بما أن والدي يعاني من إلتهاب في الرئة فإن ذلك يفرض وجوده في غرفة معزولة، إلا أن نتيجة الفحص فرضت علينا اتخاذ العزل الصحي المنزلي وفق الإرشادات ووتوصيات وزارة الصحة. لذلك قررت عزل نفسي في منزل القرية، وكذلك فعلت شقيقتي في منزل آخر، ونحن على تواصل مستمر مع الوزارة في إنتظار إجراء الفحص لنا والإنتظار لمدة أسبوعين قبل العودة الى الحياة الطبيعية. حتى إننا وبالتنسيق مع الوزارة إتصلنا بكل من تواصل معهم والدي في تلك الفترة للتأكد من عدم ظهور أي عارض صحي والبحث في كيفية إجراء الفحص لهم تباعاً"مشدداً على "أنني أرفض رؤية أحد، أنا ملتزم بكل الإجراءات لأقصى حدود ولن أقبل أن أكون سبب نقل العدوى لغيري مع العلم أني لا أعاني من أي عارض لغاية الساعة. حتى إني عاجز عن زيارة والدي لأني ملتزم بإجراءات العزل المنزلي، وأتواصل مع الطاقم التمريضي في المستشفى للاطمئنان إليه. هو اليوم على الجهاز التنفسي في العناية الفائقة ولا نطلب سوى أن يستعيد عافيته.
وبعد ظهر اليوم، تمّ نقل المصاب بفيروس كورونا من مستشفى سيدة المعونات إلى مستشفى الحريري في بيروت وحاله الصحية حرجة وفق معلومات لبنان الحر.