تشي النتائج شبه النهائية للانتخابات الإسرائيلية التي جرت أمس بتعقيد جديد للأزمة، وحتى مع تعزيز بنيامين نتنياهو فرصه لتشكيل حكومة يمين ضيقة، قد لا تكون قابلة للحياة طويلا قبل الاصطدام بخيار إجراء انتخابات رابعة.
فبعد فرز 93% من صناديق الاقتراع، تظهر النتائج حصول "حزب الليكود" على 36 مقعدا، وتحالف "أزرق-أبيض" على 32 مقعدا، والقائمة المشتركة على 16 مقعدا، و"شاس" على تسعة مقاعد، و"يهدوت هتوراة" على سبعة مقاعد، وحزب "يسرائيل بيتنو" على سبعة مقاعد، وتحالف "العمل-غيشير-ميرتس" -ممثل اليسار الصهيوني- على سبعة مقاعد، بينما حصل تحالف أحزاب اليمين المتطرف "يمينا" على ستة مقاعد.
وتبدو هذه النتيجة شبه نهائية مع احتمال تنقل بعض المقاعد بين الأحزاب، وخاصة في كتلة اليمين التي حصلت على 58 مقعدا، لكن النتائج النهائية ستعلنها لجنة الانتخابات المركزية غدا الخميس، بعد فرز أصوات المغلفات المزدوجة للجنود والمستشفيات والسجناء والدبلوماسيين، التي تقدر بحوالي 350 ألفا، وهي ما تعادل ثمانية مقاعد برلمانية.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان" عن مصادر مطلعة في حزب الليكود أن الحزب "سيسعى إلى تحفيز أربعة أو خمسة من أعضاء الكنيست من حزبي العمل وتحالف أزرق-أبيض على الانشقاق والانضمام للائتلاف الحكومي المستقبلي، من أجل تشكيل حكومة يمين قوية".
ويعزز هذه الاحتمالات تجديد دعم كتلة اليمين لنتنياهو، والاتفاق على عودة حزب "يسرائيل بيتنو" الذي يتزعمه أفيغدور ليبرمان، للكتلة، وذلك لضمان حكومة يمين مستقرة، وعليه يبقى نتنياهو الأكثر حظا لتشكيل الحكومة، وذلك رغم المسار القضائي وتهم الفساد، التي يعمل على إسقاطها عبر التشكيك في نزاهة النيابة العامة وجهاز الشرطة وتقويض الجهاز القضائي .
سيناريوهات
وقال مراسل الشؤون السياسية في صحيفة "هآرتس"، حايم ليفنسون إن نتنياهو يبحث عن انشقاق في أحزاب "العمل" و"يسرائيل بيتنو" و"أزرق-أبيض"، معتبرا ذلك "وسيلة الليكود للضغط على غانتس، لقبول المشاركة في حكومة وحدة وطنية، دون تناوب، على أن يكون نتنياهو رئيسا لها".
لكن لينفسون يقلل من هذا السيناريو "كونه قوبل بالرفض من قبل أزرق-أبيض، كما أن قيادات في الليكود لن تقدم تنازلات عن الحقائب الوزارية المهمة".
في المقابل يشير إلى "سيناريو قد يبدو خياليا، وهو احتمال تشكيل حكومة برئاسة غانتس تحظى بدعم 62 من أعضاء الكنيست، في حال قدم ليبرمان تنازلات تمكن من دخول القائمة المشتركة وتحالف معسكر اليسار الصهيوني، وذلك قبل التوجه إلى انتخابات رابعة".
من جانبه، يرى الكاتب اليساري، أوري مسغاف، أن الفائز في الجولات الانتخابية الثلاث التي جرت خلال أقل من عام "هو الحقد والكراهية وتعميق الشرخ في المجتمع الإسرائيلي، وليس الحسم الديمقراطي كما يصوره البعض".
وقال مسعاف "لم تكن هناك بالفعل حملات انتخابية بالمعنى التقليدي للكلمة والمفهوم الديمقراطي، وإنما جرت ثلاث جولات على استفتاء بشأن استمرار ولاية رئيس حكومة متهم بالفساد، رفض خلالها تحالف أزرق-أبيض والمركز واليسار الصهيوني، وبعناد، تقديم بديل حقيقي لليمين المتطرف أو طريقة جديدة للأمل والسلام".
وعزا مسغاف فوز نتنياهو إلى "مشاعر الخوف التي بثها لدى الجمهور اليهودي من احتمال تشكيل حكومة برئاسة غانتس مدعومة بأصوات العرب والمشتركة، التي أثبتت أنها قوة أساسية بالساحة السياسية لا يمكن الاستهانة أو الاستخفاف بها".
وخلص إلى القول أمام حملة التخويف والتحريض لليمين "وجه تحالف أزرق-أبيض، حملة متعثرة ومشوشة ومترددة دون أي مشروع سياسي، واعتمد بشكل أساسي على الناخبين من اليسار والمركز، لكنه كان بنهجه وطرحه وحتى مواقفه بمثابة نسخة باهتة من اليمين".