أكد مفتي الجمهورية اللبنانية السابق الشيخ محمد رشيد راغب قباني مراجعة أحكام الفقه الإسلامي والقرآن الكريم والسُنَّة النبوية الشريفة أنه "يجب منع رعايا الدول عامةً وخاصةً السالمة من الوباء من السفر إلى البلدان التي ينتشر فيها الوباء ودخول أراضيها، ووجوب منع رعايا الدول التي ينتشر فيها الوباء من خروج الناس منها وسفرهم إلى البلدان الأخرى عامةً ودخول أراضيها".
وأشار قباني في بيان له إلى أن "كل تلك الإجراءات يعود تقديرها لأهل الاختصاص في كل بلد بقَدْرِهِ، فإن صحة وعافية وسلامة الإنسان والشعوب في كل بلد والمحافظة عليهاهي أهم من معالجة أي قضية راهنة، وتأتي قبل الحرص على العلاقات بين الدول، وعلى الدول أن تتعاون في هذا المجال بكل قبول ورِضَى"، مؤكداً أنه "يجب على الدول معالجة المصابين بالوباء فيها بكل وسيلة ممكنة وبعناية فائقة".
ولفت إلى أنه "على الناس يحذروا ويتخذوا من الوقاية المستمرة وأولها النظافة وعدم مخالطة المصابين سبيلاً للسلامة، وعليهم أن يتوبوا إلى الله ويستَغفِروه من ذنوبهم ويقلعوا عن معاصيهم وعن فسادهم وعن تناول وأكل الخبائث المحرمة في طعامهم والتي هي سبب كل علَّة، وأن لا يدَعوا والخوف والقلق يُسيطر عليهم، فإنَّ الذُّعرَ والخوف والقلق لا يفيد في شيء بل يُضعف مناعة الجسم السليم، ويسهل أسباب الوقوع في الوباء".
وأكد قباني أنه "على الحكومة أن تبذل قصارى جهدها في مكافحة هذا الوباء بكل وسيلة ممكنة، وعدم التساهل لأيّ سبب كان في اتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية وعزل المصابين والكشف المبكّر على حالات توقُّع الإصابة بهذا الوباء وضورة تخفيض المسافرين والداخلين إلى لبنان إلى الحدّ الأدنى، وهي أمام مسؤوليات كبرى تجاه لبنان واللبنانيين لا تقل أهمية عن معالجة الوضع المالي والنقدي والاقتصادي في مكافحة هذا الوباء والحد من انتشاره ومخاطره".
وحث الدولة اللبنانية أن تعلن حالاً "حالة الطوارئ على الأرض اللبنانية لمكافحة هذا الوباء قبل استفحاله وفوات الأوان، وأن تضع وتنفذ خطة طوارئ مدنية وطبية وصحية للسيطرة على الوباء والحد من انتشاره، وطمأنة اللبنانيين الذين أصابهم ويصيبهم الذُّعر ويتملَّكهم الخوف على أنفسهم وأولادهم".