التسجيلات المسربة حول ما حصل في إدلب وما تعرض له عناصر حزب الله تكشف الكثير من الجوانب السياسية والعسكرية في الميدان السوري لا سيما تلك المتعلقة بحزب الله وعناصره .
يزج الحزب بشباب الطائفة في معاركه ضمن المحور الايراني السوري دون أدنى اعتبارات أخلاقية أو شرعية تجاه أهله وبيئته تحديدا وتبقى قضيته الأساس إيران وما تريده إيران، خرج في بداية الازمة السورية إلى شعارات أقنع به الشيعة بأنه يدافع عن السيدة زينب ولاحقا أنه يدافع عن الحدود اللبنانية، أما في إدلب فماذا يفعل حزب الله هناك؟
لقد كانت التسريبات واضحة ومؤلمة في آن من يتحمل مسؤولية هؤلاء الشباب الذي تركوا لمصيرهم بعد كشفت الارض والميدان هشاشة التحالفات وكذبها سواء من السوري أو الروسي فكان الشباب ضحية جديدة للخيارات والاستباحة الدائمة لطاقات الطائفة الشيعية وأهلها وناسها .
الأمر الذي أزعج حزب الله من التسريبات هي الانكسار الذي حصل لدى الشباب فبادر الحزب إلى التعميم بوقف التداول في هذه التسريبات بعدما انتشر ما انتشر منها وأساء إلى القيادة وخياراتها وأدمى القلوب على هؤلاء الضحايا .
قال الحزب في تعميم بثه على التواصل الاجتماعي:
عُذراً من الشهداء وعوائلهم ومحبيهم، فالوقت الآن ليس وقت انتقاد ولكن ما يجري يفرض علينا مسؤوليات لا بد من الإضاءة عليها لكي نَحُد من انتشارها وتتم معالجتها ونقول :
ينشر البعض صوراً ومقاطع فيديو بطريقة فردية، يظهر فيها أماكن عمل وإخوة وجَرحى (باللباس العسكري) وهذا ليس من السلامة أبداً وهو عمل لا يجوز على كافة المستويات.
ينشر البعض مقاطع فيديو أو صور لشهيد أو جريح بأوضاع تؤثر سلباً على المحبين وعلى عوائل الإخوة.
إقرأ أيضًا: الكورونا يغزو حزب الله ماذا يحصل داخل الحزب؟
يتداول بعض الإخوة تسجيلات صوتية خاصة بمجريات المعارك وفيها معلومات وأسماء وتفصيل خاص قد يُحَمّل صاحبه مسؤولية بعض الدِماء وإفشاء أسرار العمل.
كثير من الإخوة يتحدثون عبر المنشورات بكلام يظهر منه بوضوح أنهم (مجاهدون) وينتمون الى الوحدة الفلانية وو..الخ
أخيراً.. وجراء هذه الاخطاء التي تعتبر فادحة يتم نشر تلك المعلومات من صور وشات وفيديو ومعلومات في مواقع إلكترونية متعددة وآخرها منذ قليل:
(قناة العربية المعادية تنشر تسجيلات صوتية تم تداولها من بعض الشباب وفيها معلومات وأسماء وتفاصيل خاصة عن مجريات المعركة)
هذا كله ليس من السلامة والحكمة والوعي والمسؤولية، وهو لأمر عظيم عند الله وفي مُجريات الأمور ونسأل الله ان يمن علينا ببعض من الإنضباط والسلوك القويم.
إن الوعي والمسؤولية هو بمعرفة ما يحصل، وإن الوعي والمسؤولية هو بتوجيه الأسئلة الكثيرة للقيادة للحصول على توضيحات وتبريرات فدماء هؤلاء الشباب ليست ملكا لأي محور وليست رخيصة إلى هذا الحد من الفلتان الأخلاقي والشرعي لتكون بهذا المستوى من المظلومية.