وتشير مصادر مقربة من الحزب أن الحزب حاول امتصاص الأزمة ويميل إلى الاقتناع بحصول خطأ ما أو غياب المعطيات الاستخباراتية حول المكان المستهدف، وقد أحالَ القضية على الايرانيين منضويًا تحت بيان المركز الاستشاري الايراني.
 

التطورات الميدانية المفاجئة في إدلب تفتح المجال للمزيد من التأويلات العسكرية لما حصل خلال الأيام الأخيرة الماضية سواء لجهة التدخل التركي المستميت أو لجهة المواجهة بين الجيش التركي وأفراد من حزب الله سقط خلالها 10 مقاتلين للحزب فماذا حصل .

 

في نظرة سريعة على العلاقات التركية الإيرانية من الملاحظ استقرار العلاقة السياسية بين إيران و تركيا منذ اندلاع الازمة السورية وحافظ الطرفان على علاقات مميزة من خلال استمرار التنسيق والتشاور فيما يتعلق بالأزمة السورية ورعت الدولتان إضافة إلى روسيا عدة مؤتمرات للوصل إلى الخواتيم السعيدة للأزمة السورية واستمر ذلك حتى بعد سقوط مقاتلي الحزب من خلال اتصال هاتفي مباشر بين أردوغان وروحاني الذي بحث في التوتر الحاصل وانتهى إلى التأكيد على مقررات مؤتمر أستانة والإبتعاد عن المزيد من التوتر بين الطرفين لا سيما بعد بيان المركز الاستشاري الإيراني في سوريا، وهو المركز الذي يمثل المستشارين العسكريين الايرانيين، البيان الذي لفت عناية الأتراك إلى أن النقاط العسكرية التركية موجودة في مرمى قواتهِ لكنها تتجنَّب الرد على مصادر النيران التركية وتبادر عبر وسطاءٍ إلى التفاهم مع الاتراك وهذا حصل وتكرّر لأكثر من مرّةٍ، ما يؤكد غياب نيّةِ الدخول بمعركةٍ مع الجانب التركي.

 

أما استهداف الجيش التركي لحزب الله فقالت مصادر متابعة أن مجموعات من المعارضة السورية حاولت نقل الإشتباك من إدلب |إلى نقاط أخرى بالتنسيق مع الجيش التركي لمحاولة الدخول مجددا إلى حلب، وحاول الجيش السوري مدعوما بفرق عسكرية من حزب الله صد الهجوم وحصلت معارك عنيفة أدت إلى تراجع لمجموعات المعارضة، بدأ على إثر ذلك الجيش التركي تنفيذ عمليات مركزة بالقصف على مواقع الجيش السوري في وقت كانت  إحدى مجموعات حزب الله  تتواجد داخل مبنى على أحد محاور طليحة، وقد جرى رصدها من قبل مُسيّرةٍ تركية بادرت إلى قصفِ الموقع بعدة صواريخ ممّا أسفر عن سقوطِ  هذا العدد من المقاتلين.

 

واعتبرت الغارة الأعنف التي تستهدف قوات غير سورية والتي خرجت عن قواعد الاشتباك في المنطقة الأمر الذي دفع إلى حصول تواصلٌ بين المركز الاستشاري الايراني والقوات التركية التي وضعت بصورة استهدافها لعناصر الحزب الذين كانوا يشاركون في حماية البلدة فكان فنفى الجانب التركي قيامهِ باستهدافِ عناصرٍ من حزب الله، ثم إعترف لاحقًا لكنّه أبلغ من تواصلَ معه بأنه لم يكن في واردِ إستهدافِ عناصر حزب الله ولا علم لديه بوجودهم في تلك النقطة وأنّه كان يظن أنّ الاستهداف وجِّهَ إلى عناصرٍ تتبع للجيش السوري.


الامر الذي استدعى تدخلا سريعا لدى الأتراك لعدم انفلات الأمور إلى مواجهة شاملة فتوجه 
مدير عام الامن العام اللواء عباس إبراهيم إلى أنقرة وربما بإيعاز من حزب الله فالتقى مدير المخابرات التركية فيدان هاكان، علمًا، أنّه ينشط على خطِّ تقريبِ وجهاتِ النظر بين الاطراف الاقليمية المتناحرة على تراب إدلب. وبالتزامن، أجرى الرئيس الايراني اتصالًا بنظيره التركي للأمر ذاته.

 

وفي المعلومات أن تركيا بدورها نفت الهجوم على مقاتلي حزب الله وقدمت التعازي للرئيس الإيراني، اما حزب الله فيعمل على ضبطِ الأمور مع تركيا وعدم تصعيدها أو الانزلاق إلى مواجهةٍ مع أنقرة حيث نعى مقاتليه دون أي موقف رسمي حتى الآن.


وتشير مصادر مقربة من الحزب أن الحزب حاول امتصاص الأزمة ويميل إلى الاقتناع بحصول خطأ ما أو غياب المعطيات الاستخباراتية حول المكان المستهدف، وقد أحالَ القضية على الايرانيين منضويًا تحت بيان المركز الاستشاري الايراني.


وقالت المصادر أن الحزب ليس بوارد التصعيد مع أي جهة كانت نظرا للظروف الاستثنائية التي يعانيها اليوم سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي .