أظهرت مراسلات عبر تطبيق "واتس أب" ومقاطع فيديو، بشكل منفصل، حالة من الهلع والارتباك في صفوف قوات "حزب الله" اللبناني، على خلفية خسائر فادحة تعرض لها إثر عمليات الجيش التركي في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا.
وكشفت وكالة "الأناضول" التركية، مراسلات عبر تطبيق "واتس اب" بين عناصر في "حزب الله" المشاركين في القتال إلى جانب قوات النظام السوري. وتتضمن المراسلات بين المسلحين، اتهامات لروسيا بعدم مساعدتهم لمواجهة العمليات التي يشنها الجيش التركي، وأن القوات التابعة للنظام هربت من المنطقة وتركت مقاتلي الحزب من دون دعم.
وفي أحد التسجيلات قال عنصر في "حزب الله: "الروس لم يساعدونا، لقد خذلونا. والجيش هرب (قوات النظام)، وبقي شبابنا وحدهم"، مشيراً إلى أن الجيش التركي شنّ غارات وقصفاً مكثفاً على المنطقة، وأن هناك قتلى في صفوف الحزب مازالوا تحت الأنقاض. ويؤكد في التسجيل أنهم وصلوا إلى 9 قتلى "من بينهم عباس وجعفر".
وأكمل المقاتل بأن الأجواء غير واضحة بعد، والروس مازالوا ساكتين ولا يحركون ساكناً حيال الأحداث. كما طلب من أعضاء المجموعة ألا يوجهوا الأسئلة، "لأن الوضع متأزم جداً".
وذكرت وكالة "رويترز"، أن قائداً عسكرياً في التحالف الإقليمي الداعم للنظام السوري، قال أن ضربات نفذتها تركيا على شمال غربي سوريا في وقت متأخر، الجمعة، أدت إلى مقتل تسعة من أعضاء "حزب الله" وإصابة 30 آخرين. وأضاف المسؤول العسكري، السبت، أن الضربات التركية استهدفت مقراً لحزب الله قرب مدينة سراقب في إدلب، بؤرة القتال في الأيام القليلة الماضية، باستخدام قذائف ذكية وطائرات مسيرة.
وتداول ناشطون سوريون في "فايسبوك" و"تويتر" التسجيلات المسربة، وعلق بعضهم بالقول أن "أجواء خلاف بدأت تظهر على الأرض بين القوات الروسية وبين عناصر حزب الله اللبناني". كما نشر موقع "زمان الوصل" المعارض، رسائل صوتية متداولة عبر "واتس أب" منسوبة لمقاتلين آخرين "حزب الله" أيضاً، تتحدث عن نفس التفاصيل.
إلى ذلك، تداول ناشطون سوريون مقطع فيديو يظهر "اللحظات الأخيرة" للمقاتل في صفوف "حزب الله" محمد جمال ترشيشي، الذي نعته صفحات موالية للحزب.
وظهر ترشيشي، وهو عالق على إحدى الجبهات ويتعرض مع رفاقه لقصف مكثف، ويقول: "في كربلاء الكل استشهد نحنا فدا اجريكي يا زهراء، لكن للصراحة ما فينا نحمل لانو حصدونا حصد".
تأتي هذه التطورات ضمن رد تركيا على مقتل 33 من جنودها في ضربات نفذتها قوات النظام السوري، مدينة إدلب يوم الخميس الماضي. ما أثار مخاوف واسعة من تصاعد الخلافات بين تركيا وروسيا التي تدعم الأسد في هجومه على إدلب، ما يهدد بصراع أوسع في المنطقة.