طريق مطار بيروت : واجهة لبنان التي يحكمها الشبيحة تحت غطاء الثنائي الشيعي.
بالأمس تعرضتُ لاعتداء من قبل عدد من الشبيحة على طريق مطار بيروت بالقرب من محطة الأمانة بسبب ركن سيارتي الى جانب مقهى "القلعة" الذي يملكه المدعو محمد مسيلب، وهو - اي مسيلب- كان احد المشاركين في الاعتداء مع أشقائه وبعض زعران المنطقة.
وفي التفاصيل أنني ركنتُ سيارتي بمحاذاة الخط العام بالقرب من المقهى المذكور، وحين عدت فوجئت بأن ثمة من تعمد تطويقها بعدد من الدراجات النارية لمنعي من تحريكها، وما ان اقتربت منها حتى اعترضني بعض الشبان، وبادرني أحدهم بالسؤال مباشرة "ليش صافف هون، هيدي المنطقة النا"، وحين أجبته بأن الطريق ملك عام وليس لأحد أن يدعي ملكيته انهال عليّ مع عدد من الزعران ضربا، وفيما انا اتعرض للضرب هددتهم برفع دعوى في المخفر فكان الجواب باستهزاء "افعل ما شئت فنحن الدولة هنا"، وقال احدهم "انا اصلا مطلوب للدولة"!!
والجدير بالذكر ان مقهى "القلعة" لصاحبه محمد مسيلب يقع على املاك عامة، وقد حاول اتحاد بلديات الضاحية مرات عدة ازالته بمؤازرة قوى الامن الداخلي الا ان تدخلا من جهة سياسية شيعية نافذة كان يحول دون تنفيذ الاجراء، وما زال المقهى قائما بطريقة غير شرعية، وما زالت البلطجة مستمرة بغطاء سياسي ممن يعتبرون انفسهم اقوى من الدولة، وقد أفادت بعض المصادر أن المقهى يرتاده عادة مسؤول أمني في حزب شيعي نافذ (سنعلن عن اسمه بعد جمع التفاصيل والتأكد منها)
ما حصل معي ليس جديدا على تلك المنطقة بل هو حادث يقع بشكل يومي حيث بات طريق المطار الذي يفترض أن يكون المنطقة الأكثر أمانا بالنسبة للمواطنين وخصوصا الاجانب القادمين الى لبنان، بات منطقة تعجّ بالمخالفات والتعديات على الأملاك العامة وأعمال السلب والخطف والتشبيح وفرض الخوات، وكله بغطاء من القوى السياسية النافذة هناك، مع الاشارة الى ان اهالي تلك المنطقة ضاقوا ذرعا بهذا الواقع وهم يوجهون اللوم للجهات السياسية القيمة التي تستفيد احيانا من بعض الزعران كقفازات للأعمال القذرة فتمنحهم الغطاء السياسي.
وكانت قناة mtv قد عرضت منذ أيام في برنامج "عاطل عن الحرية" مقابلة مع احد افراد عصابة سلب وتجارة مخدرات كانت تنشط في تلك المنطقة حيث اعترف بأنه قام بعشرات عمليات السلب وانتحال صفة امنية والاعتداء على اجانب قادمين الى لبنان عبر المطار.
وهنا نسأل : كيف تسمح الدولة بأن تكون الطريق الأكثر اهمية في البلاد عرضة لاعمال البلطجة المحمية سياسيا؟ وكيف لا تتدحل الاجهزة الامنية لحماية المواطنين، خصوصا ان بعض العرب والاجانب تعرضوا للسلب والاعتداء في تلك المنطقة (موثق في تقرير mtv) ؟ واذا كانت قوى الامر الواقع التي تمنع القوى الامنية من بسط سلطتها تربط تلك المنطقة بأمن المقاومة لقربها من المطار فلماذا لا تواجه العصابات المنتشرة هناك وتحمي بيئتها أولا وسمعة الوطن ثانيا؟!
سنبقى نحلم بدولة المواطنة القوية العادلة التي تصون حقوقنا بالقانون بعيدا عن حكم الشبيحة والميليشيات، ولا أرى الحلم سيتحقق.